للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَيْهِ الْمَاءَ بِالْمِجَنِّ، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً .. أَخَذَتْ قِطْعَةَ حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهَا، حَتَّى إِذَا صَارَ رَمَادًا .. أَلْزَمَتْهُ الْجُرْحَ فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ.

===

(عليه) صلى الله عليه وسلم (الماء بالمجن) أي: بالترس، يقال: سكب الماء على الشيء؛ إذا صب عليه؛ من باب نصر (فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلَّا كثرة) وزيادة .. (أخذت) فاطمة (قطعة حصير) وهو ما ينسج من خوص النخل (فأحرقتها) أي: فأحرقت تلك القطعة.

وفي رواية مسلم: (فأحرقته) لإضافتها إلى مذكر (حتى إذا صار) الحصير (رمادًا .. ألزمته) أي: الصقت ذلك الرمادب (الجرح) كما هو لفظ مسلم وذرَّتْهُ عليه (فاستمسك الدم) أي: انحبس الدم وانقطع ووقف بسبب الرماد.

وقال القاضي عياض: وإصابة الأنبياء عليهم السلام بمثل هذا البلاء توفير لأجورهم، ولتتسلى بهم أممهم، وليعلمهم أنهم من جنس البشر مخلوقون؛ فلا يجد الشيطان تلبيسًا بما أجرى على أيديهم من خوارق العادة؛ كما لبس على عيسى عليه السلام حتى ادعوا ألوهيته.

قوله: (بالمجن) والمجن: الترس، وفيه أن تروسهم أو بعضها كان مُقصَّرًا، وفيه استعمال السلاح في معنىً لَمْ يوضع له، وفيه المداواة. انتهى من "الأبي".

والحاصل: أنه لما انهزم المسلمون للسبب الذي هو مخالفتهم أمر قائدهم الأعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. انفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خلص إليه العدو، فقذفوه بالحجارة حتى وقع لشقه، فأصيب بالجراحات المذكورة.

ووقع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرة من الحفر التي حفرها

<<  <  ج: ص:  >  >>