(عن أبيه) شعيب بن محمد بن عبد الله، صدوق ثبت سماعه عن جده، من الثالثة. يروي عنه (عم).
(عن جده) عبد الله بن عمرو بن العاص الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنهما، مات ليالي الحرة على الأصح. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عمرو بن شعيب، وهو مختلف فيه فيما روى عن أبيه عن جده.
(قال) عبد الله بن عمرو: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تطبب) أي: من كلف نفسه بعلم الطب، وتعاطئ علم الطب، وعالج الناس وهو لا يعرف الطب معرفة جيدة (ولم يعلم منه طب) أي: ولم يعرف بين الناس بمعرفته الطب والعلاج (قبل ذلك) أي: قبل تطببه وعلاجه الناس .. (فهو) أي فذلك المتطبب (ضامن) أي: ملتزم ضمان ما عالجه إن تلف بعلاجه نفسًا كان أو عضوًا أو غيرهما.
قال الموفق: إن من تعاطى فعل الطب، ولم يتقدم له بذلك سابقة تجربة، فتلف ما عالجه بعلاجه .. فهو ضامن بالدية أو الأرش.
قوله:"من تطبب" - بتشديد الموحدة الأولى - أي: تعاطى علم الطب وعالج مريضًا (ولم يعلم منه طب) أي: معالجة صحيحة غالبة على الخطأ، فاخطأ في طبه وأتلف شيئًا من المريض .. فهو ضامن؛ لأنه تولد من فعله الهلاك، وهو متعد فيه؛ إذ لا يعرف ذلك منه، فتكون جنايته مضمونة على عاقلته.
قال الخطابي: لا أعلم خلافًا في أن المعالج إذا تعدى فتلف المريض .. كان ضامنًا، والمتعاطي علمًا أو عملًا لا يعرفه .. فهو متعدٍّ، فإذا تولد من