للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

ولا بالانغماس، وإنما قال: أبردوها بالماء، ولم يبين الصفة، فيمكن أن يراد به: رش الماء على جيب المحموم كما سيأتي في حديث أسماء بنت أبي بكر، وذكر في حديث أم سلمة أيضًا رضي الله عنهم.

ومن المعلوم: أن استعمال الماء بصور مختلفة حتى في صور الاغتسال أو السباحة. بما قد اعترف الأطباء قديمًا وحديثًا بأنه نافع في كثير من الحميات، وقد حقق كثير من الأطباء القدامى أن الماء البارد ينفع في كثير من أنواع الحمى؛ كحمى اليوم، وحمى الدق، والحميات الصفراوية.

وأما الطب الحديث .. فقد أجمع خبراؤه اليوم على أن استعمال الماء البارد من أقوى الوسائل تأثيرًا في إزالة الحمى، وأنهم يصفون للمحموم أن يرش الماء على جبينه، أو توضع خرقات مبلولة على جبينه، بل وأن يمسح جميع بدنه بمناشف مبلولة بماء مثلوج، وقد ثبتت هذه الطرق من أنفع المعالجات لإزالة فورة الحمى. انتهى من "الفتح" (١٠/ ١٧٦).

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الطب، باب الحمى من فيح جهنم، ومسلم في كتاب السلام، باب لكل داء دواء واستحباب التداوي، والترمذي في كتاب الطب، باب ما جاء في تبريد الحمى بالماء، وقال: هذا حديث صحيح.

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث عائشة بحديث رافع بن خديج رضي الله تعالى عنهما، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>