وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) رافع بن خديج: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم) حالة كونه (يقول: الحمى من فيح جهنم) أي: من شدة غليانها؛ والمراد: أنها قطعة من النار الشديدة في شدة الغليان على بدن الإنسان، إذا أخذتكم أيها المحمومون .. (فابرُدوها) أي: فاطفئوا عنكم حرارتها (بالماء) البارد، قال القاضي: تبريدها بالماء على أصل الطب، وهي معارضة الشيء بضده.
قوله:"من فيح جهنم" - بفتح الفاء وسكون الياء بعدها مهملة - وفي رواية:(الحمى فور من النار) - بفتح الفاء وسكون الواو وبالراء آخره - وفي أخرى:(من فوح جهنم) - بالواو بدل الياء التحتانية - قال الحافظ: كلها بمعنىً؛ والمراد: سطوع حرها ووهجه.
قال رافع بن خديج:(فدخل) النبي صلى الله عليه وسلم (على ابنٍ لعمار) بن ياسر وهو محموم، فدعا له بالشفاء (فقال) في دعائه له: (اكشف الباس) أي: أذهب البأس والضرر والمرض عن هذا الولد يا (رب الناس) ويا مَالِكَهُمْ ويا (إله الناس) ومعبودهم.
وعمار هذا؛ هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك العنسي - بنون ساكنة بين مهملتين - أبو اليقظان، مولي بني مخزوم، صحابي فاضل مشهور رضي الله تعالى عنه، من السابقين الأولين، بدري قتل مع علي في صفين سنة سبع وثلاثين (٣٧ هـ). يروي عنه:(ع).
واسم ابنه: محمد بن عمار بن ياسر العنسي - بالنون - مولى بني مخزوم،