للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ"، رَفَعَهُ.

===

(وشرطة معجم) يتفرغ بها الدم الذي هو أعظم الأخلاط عند هيجانه؛ لتبريد المزاج؛ والمحجم - بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الجيم -: الآلة التي يجمع فيها دم الحجامة عند المص.

ويراد به هنا: الحديدة التي يشرط بها موضع الحجامة، يقال: شرط الحاجم؛ إذا ضرب موضع الحجامة لإخراج الدم، وقد يتناول الفصد.

وأيضًا الحجامة في البلاد الحارة؛ كالحجاز .. أنفع من الفصد، والفصد في البلاد التي ليست بحارة .. أنجح من الحجم.

(وكية بنار) بالخفض معطوف على (شربة عسل) تستعمل في الخلط الباغي الذي لا تنحسم مادته إلا به.

(وأنهى أمتي) نهي تنزيه (عن الكي) لما فيه من الألم الشديد والخطر العظيم، ولأنهم كانوا يرون أنه يحسم الداء بطبعه، فيبادرون إليه قبل حصول الاضطرار إليه، يستعجلون بتعذيب الكي لأمر مظنون، فنهى صلى الله عليه وسلم أمته عنه لذلك، وأباح استعماله على جهة طلب الشفاء من الله تعالى، والترجي للبرء منه.

(رفعه) أي: رفع هذا الحديث ابن عباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وليس الحديث موقوفًا، وهذا مع قوله: "وأنهى أمتي" يدل على أن الحديث غير موقوف، وقد صرح برفعه في الحديث اللاحق في "صحيح البخاري" حيث قال فيه: (عن ليث) بن سعد (عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم).

قوله: "شربة عسل" ليس المراد: الشرب به على الخصوص، بل استعماله في الجملة فيما يصلح استعماله فيه؛ فإنه يدخل في المعجونات المسهلة؛

<<  <  ج: ص:  >  >>