لِيحْفَظ على تلك الأدويةِ فِعْلها فيسهل الأخلاطَ التي في البدن.
قوله:"أو كية بنار" وليس المراد: حصر الشفاء في الثلاثة؛ فقد يكون الشفاء في غيرها، وإنما نبه على أصول العلاج؛ لأن الأمراض تكون دموية، صفراوية، وبلغمية، وسوداوية؛ فالدموية: بإخراج الدم.
وخص الحجم بالذكر؛ لكثرة استعمال العرب له، وبقيتها بالمسهل الملائم لكل خلط منها، وأما الكي .. فيكون أخيرًا لما ذكرنا. انتهى من "الإرشاد".
واعلم: أن أنواع الكي أربعة:
الأول: كي الصحيح لئلا يمرض، فهذا هو الذي قيل فيه: إنه خلاف الأولى؛ كالذي ذكر في حديث المغيرة، وفي حديث عمران.
والثاني: كي مشروع مندوب إليه، ككي الجرح إذا فسد، والعضو إذا قطع لينقطع الدم، وهو المذكور في حديث سعد بن معاذ.
والثالث: الكي الذي أثني فيه على تاركه؛ كالذي ذكر في حديث السبعين.
والرابع: الكي الذي وصف بعدم محبته صلى الله عليه وسلم له؛ وهو المذكور في حديث "الصحيحين" بقوله صلى الله عليه وسلم: "وما أحب أن أكتوي"، وكلها لا يوصف بالتحريم، فلا معارضة بين أحاديثها. انتهى من "التحفة" بتصرف.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الطب، باب الشفاء في ثلاثة، والبيهقي في كتاب الضحايا، باب ما جاء في استحباب ترك الاكتواء والاسترقاء، وعزاه للبخاري عن محمد بن عبد الرحيم، وأحمد والبغوي في "شرح السنة".