وهذان السندان من خماسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات أثبات.
أي: سمعت عمي يحيى بن سعد بن زرارة يحدث الناس (أنه) أي: أن سعد بن زرارة (أخذه وجع) أي: مرض (في حلقه) أي: في حلقومه (يقال له) أي: لذلك المرض: (الذُّبَحةُ) والذُّبْحةُ - بوزن الهُمَزة، والعامة تسكن الباء -: وجع في الحلق من الدم، قاله أبو زيد. انتهى "م خ"، وقيل: في الوجه، فيُقيَّد معها النَّفَسُ فتَقْتُلُ.
(فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لأبلغن) واللام فيه للقسم - وهو بضم الهمزة وسكون الموحدة وكسر اللام وفتح الغين وتشديد نون التوكيد - أي: والله لأبالغن في علاج أبي أمامة أقصى درجات علاجه، ولا أقصرن في أسباب علاجه عن قدر طاقتي.
(أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لأبلين) - بضم الهمزة وسكون الموحدة وكسر اللام وفتح الياء وتشديد نون التوكيد - والشك من الراوي أو ممن دونه؛ أي: والله، لأختبرن (في) علاج (أبي أمامة) بعرض أنواع الأدوية عليه نوعًا فنوعًا (عذرًا) أي: قطعًا لأسباب الاعتذار في ترك علاجه.
وقوله:"عذرًا" مفعول لأجله "لأبلغن" أي: لأبالغن في علاجه بقدر طاقتي؛ قطعًا وإزالة لأسباب اعتذاري لو مات بهذا المرض بإكثار اللوم فيه، أو لأختبرن في علاجه بعرض أنواع الأدوية عليه مرة بعد مرة؛ قطعًا لأسباب الندامة في موته لو مات بهذا المرض؛ حتى لا يبقى لأحد مقالة لومي لو مات (فكواه) أي: فكوى أبا أمامة النبي صلى الله عليه وسلم (بيده) الشريفة بلا واسطة