(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العين) أي: إصابة عين العائن للمعيون عند نظره إليه وإعجابه منه (حق) أي: أمر ثابت بتأثير الله تعالى لا بتأثيرها.
وتحقيقه: أن الشيء لا يعان إلا بعد كماله، وكل كامل يعقبه النقص، ولما كان ظهور القضاء بعد العين .. أضيف ذلك إليها، قاله القاري. انتهى من "العون".
ومعنى قوله:"إن العين حق" أنه إذا نظر المعيان لشيء باستحسان مشوب بحسدٍ .. يحصل للمنظور ضرر بعادة أجراها الله تعالى، وهل ثم جواهر خفية تنبعث من عينه فتصل إلى المعيون؛ كإصابة السم من نظر الأفعى أم لا؟ هو أمر محتمل لا يقطع بإثباته ولا نفيه.
قال ابن العربي: والحق أن الله تعالى يخلق عند نظر العائن إليه وإعجابه إذا شاء ما شاء من ألم أو هلكة، وقد يصرفه قبل وقوعه بالرقية.
وقد أخرج البزار بسند حسن عن جابر رفعه:"أكثر من يموت بعد قضاء الله تعالى وقدره بالنفس" يعني: بالعين. انتهى من "الإرشاد".
وفي الحديث: رد على طائفة من المبتدعة حيث أنكروا إصابة العين، والدليل على فساد قولهم أن كل معني لا يؤدي إلى قَلْبِ حقيقةٍ ولا فساد دليل .. فإنه من مجوزات المعقول؛ فإذا أخبر الشارع بوقوعه .. وجب اعتقاده، ولا يجوز تكذيبه.
واختلف في القصاص: فقال القرطبي: لو أتلف العائن شيئًا .. ضمنه، ولو قتل .. فعليه القصاص أو الدية إذا تكرر ذلك منه بحيث يصير عادة له؛ كالساحر عند من لا يقتله كفرًا.