قال السندي: قوله: (فأسترقي لهم؟ ) في "النهاية": الرقية: العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة؛ كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات (سابق القدر) - بالتحريك - أي: لو أمكن أن يسبق شيء القدر في إفناء شيء وإعدامه وإزالته قبل أوانه المقدر له .. (لسبقته) أي: لسبقت القدر (العين) لكنها لا تسبق القدر؛ فإنه تعالى قدر المقادير قبل الخلق.
قال السندي: وفي الكلام اختصار لظهوره؛ والمقصود: بيان قوة ضرر العين وشدته؛ بحيث أنه لو كان هناك شيء آخر على خلاف مقتضى القدر .. لكان ذلك الشيء هو العين. انتهى منه.
قال الحافظ: جرى الحديث مجرى المبالغة في إثبات العين، لا أنه يمكن أن يرد القدر شيء؛ إذ القدر عبارة عن سابق علم الله تعالى، وهو لا راد لأمره.
وحاصله: لو فرض أن شيئًا له قوة؛ بحيث يسبق القدر .. لكان العين، لكنها لا تسبق، فكيف غيرها؟ ! انتهى.
قال النووي: فيه إثبات القدر وهو حق بالنصوص وإجماع أهل السنة؛ ومعناه: أن الأشياء كلها بقدر الله تعالى، ولا تقع إلا على حسب ما قدرها الله تعالى وسبق بها علمه، فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى، وفيه صحة أمر العين وأنها قوية الضرر. انتهى، انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الطب، باب ما جاء في الرقية من العين، قال أبو عيسى: وفي الباب عن عمران بن حصين وبريدة، وهذا الحديث: حسن صحيح.