وعاف هذا المريض من هذا المرض وأزله عنه (أنت الشافي) أي: أنت القادر على شفائه (لا شفاء) ولا عافية حاصل له (إلا شفاؤك) بالرفع بدل من الضمير المستكن في خبر لا المحذوف.
وقوله:(شفاء لا يغادر) ولا يترك (سقمًا) ولا ألمًا، منصوب على المفعولية المطلقة باشف؛ أي: اشف شفاءً، وعلى هذا الوجه تكون الجملتان قبله معترضتين بين الفعل والمفعول المطلق. انتهى "قسطلاني".
ويجوز رفعه أيضًا على أنه خبر لمبتدأ محذوف؛ والتقدير: الشفاء المطلوب لنا شفاء لا يغادر سقمًا ولا ألمًا.
وفائدة تقييد الشفاء بذلك: أنه قد يكون الشفاء من ذلك المرض فيخلفه مرض آخر يتولد منه، فكان يدعو له بالشفاء المطلق لا بمطلق الشفاء، قاله الحافظ في "الفتح" (١٠/ ١٢١).
والتنوين في (سقمًا) للتقليل. انتهى "قسطلاني". أي: لا يترك سقيمًا قليلًا ولا كثيرًا.
والسقم: بفتحتين، وبضم السين وسكون القاف لغتان، والمعروف في الرواية هو الأول، والجملة الفعلية صفة لقوله:(شفاءً) على القاعدة النحوية.
وقوله أيضًا:(قال: أذهب الباس) أي: ارفع عن هذا المريض (الباس) بقلب همزته ألفًا؛ لغرض السجع أو المؤاخاة؛ كما في "القسطلاني".
(رب الناس) أي: مالكهم ومدبرهم ومصلحهم.
وفيه دليل على جواز السجع في الدعاء والرقى إذا لم يكن مقصودًا ولا متكلفًا وهو منادىً مؤخر عن جوابه؛ اهتمامًا به.
(واشف) أي: أوجد له الشفاء والعافية من مرضه وارزقه؛ لأنك (أنت)