وفيه: إذا مرض الإنسان. . فعليه أن يتعوذ بالمعوذات على نفسه وينفث ويمسح بيده على ما وصلت إليه يده من جسده، ولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.
قوله:(يقرأ على نفسه بالمعوذات) - بكسر الواو المشددة - هي سورة الفلق وسورة الناس، وجمع إما باعتبار أن أقل الجمع اثنان، أو باعتبار أن المراد بهما الكلمات التي يقع التعوذ بها من السورتين.
ويحتمل أن المراد بالمعوذات هاتان السورتان مع سورة الإخلاص، ويؤيده: ما أخرجه البخاري في فضائل القرآن: (كان إذا أوى إلى فراشه. . جمع كفيه، ثم نفث فيهما، ثم يقرأ: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس) وقال القرطبي: والمراد بالمعوذات: قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ونحو قوله:(رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون). انتهى من "المفهم".
وفي الحديث: استحباب النفث في الرقية، وقد أجمعوا على جوازه، واستحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
وإنما رقى بالمعوذات؛ لأنها جامعات للاستعاذة من كل المكروهات جملةً وتفصيلًا؛ ففيها الاستعاذة من شر ما خلق، فيدخل فيه كل شيء، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر السواحر، ومن شر الحاسدين، ومن شر الوسواس الخناس. انتهى "نووي".
قال القسطلاني: والرقية بالمعوذات هو المطلب الروحاني، وإذا كان على لسان الأبرار. . حصل به الشفاء.
قال القاضي عياض: فائدة النفث التبرك بتلك الرطوبة أو الهواء الذي يمسه