(عجوز) بوزن فعول يستوي فيه المذكر والمؤنث، فلا حاجة إلى تأنيث اللفظ؛ أي: كانت تلك العجوز (تدخل علينا) معاشر أهل بيتنا كثيرًا، حالة كون العجوز (ترقي) من باب رمى، أي: تعالج الناس (من) مرض (الحمرة) بالقراءة عليهم.
قال في "المنجد": الحمرة: مرض وبائي يُسبِّبُ حُمَّى وبُقَعًا حمراء في الجلد، ولا تدخل جرَاثيمُه الجسمَ إلا مِن خَدْشٍ أو جرح.
قالت زينب:(وكان لنا) معاشر أهل بيتنا (سرير طويل القوائم) والأرجُل (وكان عبد الله) بن مسعود زوجي في عادته (إذا دخل) البيت؛ أي: إذا أراد دخول بيتنا قادمًا من خارج، لا يدخل طولًا؛ خوفًا من كون الأجانب في الطريق حتى (تنحنح) أي: أظهر صوت التنحنح (وصوت) عطف مرادف لما قبله (فدخل) عبد الله علينا (يومًا) من الأيام بعدما تنحنح وصَوَّت.
(فلما سمعت) العجوز (صوته) أي: صوت عبد الله. . (احتجبت) أي: استترت العجوز (منه) أي: من عبد الله بدخول حجاب البيت (فجاء) عبد الله من خارج (فجلس إلى جانبي) أي: في جانبي؛ فـ (إلى) بمعنى (في) الظرفية (فمسني) أي: لمسني لمس مباشرة (فوجد مس خيط) أي: فعرف من لمسي لمس خيط؛ أي: لمس خيط علقته على عنقي؛ وهو الخيط الذي قرأت لي عليه العجوز المذكورة لمعالجة الحمرة التي أخذتني (فقال) عبد الله: (ما هذا) الخيط الذي علقته على عنقك؛ قالت زينب:(فقلت) لعبد الله: هذا الخيط