(رقىً لي فيه) أي: هذا الخيط لي فيه رقىً؛ أي: معالجة (من الحمرة) التي أخذتني؛ والرقى - جمع رقية - وهي العوذة التي تعلق على الجسم.
قالت زينب:(فجذبه) أي: فجذب عبد الله ذلك الخيط ونزعه مني (وقطعه) مني (فرمى به) عني (وقال) عبد الله: والله (لقد أصبح) وكان (آل عبد الله) يعني: نفسه؛ أي: صار أهله وعياله الآن (أغنياء عن الشرك) أي: مستغنين عن الحاجة إلى أسباب الشرك؛ أي: عن أعمال المشركين، وإنما قلت ذلك؛ لأني (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك) أي: كلها من أعمال الشرك، فيجب الاجتناب والابتعاد منها على أهل الإسلام.
فهذا المرفوع؛ أعني: قوله: "إن الرقى والتمائم. . ." إلى آخره؛ هو الذي روته زينب عن زوجها عبد الله بن مسعود.
وسنده من تساعياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه راويًا مجهولًا؛ وهو ابن أخت زينب، إلا إن قلنا: إنه صحابي، فجهالة الصحابي لا تضر السند؛ فالسند صحيح حينئذٍ، وكذا الحديث صحيح، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
وإلا نقل ذلك. . فالسند: ضعيف؛ لأن فيه مجهولًا، والحديث صحيح بغيره؛ كما سنبينه من الشواهد والمتابعات.
قوله:(ترقي من الحمرة) من رقى يرقي رقيةً؛ من باب رمى يرمي، وقال في "القاموس": الحمرة: لون معروف، وورم من جنس الطواعين.