للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قُلْتُ: فَإِنِّي خَرَجْتُ يَوْمًا فَأَبْصَرَنِي فُلَانٌ فَدَمَعَتْ عَيْنِي الَّتِي تَلِيه، فَإِذَا رَقَيْتُهَا. . سَكَنَتْ دَمْعَتُهَا، وَإذَا تَرَكْتُهَا. . دَمَعَتْ، قَالَ: ذَاكِ الشَّيْطَانُ؛ إِذَا أَطَعْتِهِ. . تَرَكَك، وَإِذَا عَصَيْتِهِ. . طَعَنَ

===

وقيل: المراد: الشرك الخفي؛ بترك التوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى.

قالت زينب: (قلت) لعبد الله: لم تقول هذا يا عبد الله؟ تعني: أن الرقى شرك، وهو ثابت لفظه في رواية أبي داوود؛ أي: لم تقول: إن الرقى شرك وتأمرني بالتوكل على الله تعالى وترك الاسترقاء؛ فإني وجدت في الاسترقاء فائدةً، وإنما قلت: إني وجدت في الاسترقاء فائدةً (فإني خرجت يومًا) أي: لأني خرجت يومًا من الأيام من بيتي (فأبصرني) أي: رآني (فلان) كناية عن الرجل المعين (فـ) بعدما أبصرني فلان (دمعت عيني) أي: سالت عيني دموعًا؛ فدمع ها هنا؛ من باب فتح؛ لأنه حلقي اللام؛ أي: سالت عيني (التي تليه) أي: التي تلي جهة فلان دموعًا في ذلك الوقت الذي أبصرني فيه (فإذا رقيتها) وعالجتها بقراءة الطبيب علي. . (سكنت) أي: انقطعت (دمعتها) وانكفت عن السيلان (وإذا تركتها) أي: تركت رقيتها بقراءة الطبيب علي. . (دمعت) أي: سالت دموعًا.

(قال) عبد الله لزينب: (ذاك) أي: سيلان دمعها مرةً، وانقطاعه مرة أخرى؛ أي: سبب ذلك (الشيطان) أي: عمل الشيطان.

وقوله: (ذاك) - بكسر الكاف - لأنه خطاب مؤنث؛ أي: إنما ذلك من عمل الشيطان وتسويله؛ وذلك أنك (إذا أطعته) ووافقته فيما يريد منك؛ وهو التغافل عن طاعة الله تعالى وذكره (تركك) أي: خلاك من نخس عينك وإسالة الدموع منها (وإذا عصيته) وخالفته باشتغالك بالأذكار. . (طعن) ونخس

<<  <  ج: ص:  >  >>