للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِإِصْبَعِهِ فِي عَيْنِك، وَلكِنْ لَوْ فَعَلْتِ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . كَانَ خَيْرًا لَكِ وَأَجْدَرَ أَنْ تُشْفَيْنَ؛ تَنْضحِينَ فِي عَيْنِكِ الْمَاءَ وَتَقُولِينَ: أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ؛ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي

===

(بإصبعه في عينك) أي: في داخل عينك وأسال منك الدموع (ولكن لو) توكلت على الله وتركت الرقى و (فعلت كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. . كان) الاعتماد والتوكل على الله تعالى والاكتفاء برقى النبي صلى الله عليه وسلم (خيرًا لك) في دينك؛ لأنك توكلت على الله، واتبعت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

(وأجدر) أي: وأحق وأقرب إلى (أن تشفين) وتعافين من رمدك - بضم التاء وبسكون المعجمة وفتح الفاء وسكون الياء وفتح النون - على صيغة المبني للمجهول، و (أن) فيه مهملة، (تشفين) فعل مضارع مغير الصيغة مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والياء ضمير المؤنثة المخاطبة في محل الرفع فاعل، والجملة صلة أن المصدرية، وأن مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بحرف جر مقدر؛ تقديره: وكان ذلك أحق بشفائك، وأقرب إلى عافيتك.

ثم قال عبد الله: يا زينب؛ إن أردت السنة (تنضحين) أي: تقطرين (في عينك الماء وتقولين) عند وجع العين وغيرها: (أذهب) من الإذهاب؛ أي: أزل عني (الباس) أي: الشدة والضرر يا (رب الناس) أي: يا خالقهم ومربيهم (اشفـ) ـني من هذا الوجع وعافني (أنت الشافي) والمعافي من كل الأمراض.

يؤخذ من هذا الحديث جواز تسمية الله تعالى بما ليس في القرآن بشرطين؛ أحدهما: ألا يكون في ذلك ما يوهم نقصًا، والثاني: أن يكون له أصل ومادة في

<<  <  ج: ص:  >  >>