للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا.

===

القرآن، وهذا من ذاك؛ فإن له أصلًا في القرآن حيث قال تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} (١)، قاله في "الفتح".

(لا شفاء) - بالمد والفتح - على أنه اسم لا النافية، وخبرها محذوف جوازًا؛ تقديره: موجود لنا أو لهذا المرض إلا بشفائك، قاله العيني.

(إلا شفاؤك) - بالرفع - بدل من محل اسم لا؛ لأنه في محل الرفع بالابتداء، أو من موضع لا مع اسمها، أو بدل من الضمير المستكن في خبر لا؛ كما تقرر ذلك كله في محله (شفاءً) بالنصب على المفعولية المطلقة لقوله: (اشف).

وجملة قوله: (لا يغادر) ولا يترك (سقمًا) أي: مرضًا. . صفة لقوله: (شفاء)، ومعنى: (لا يغادر) أي: لا يترك، و (سقمًا) - بفتحتين، ويجوز فيه ضم السين وتسكين القاف - أي: مرضًا.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الطب، باب تعليق التمائم، إلا أنه لم يقل: (وأجدر أن تشفين. . .) إلى قوله: (في عينك الماء)، ولم يذكر بعض القصة، والباقي متنًا وسندًا نحوه، ورواه الحاكم في "المستدرك" في كتاب الطب، من طريق أم ناجية عن زينب.

فالحديث صحيح المتن؛ لأن له شواهد ومتابعات، ضعيف السند؛ لأن فيه راويًا مجهولًا؛ وهو ابن أخت زينب، ولكن تابعته أم ناجية في الرواية عن زينب؛ كما في "المستدرك"، وعمرو بن الحارث بن أبي ضرار أخو جويرية أم المؤمنين، فالحديث: ضعيف السند، صحيح المتن بغيره، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.


(١) سورة الشعراء: (٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>