(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لمن عنده: (ائتوني بشيء من ماء، فأتي) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بماء، فغسل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يديه) بذلك الماء (ومضمض فاه) من ذلك الماء، فصب ماء مضمضته في ذلك الماء (ثم أعطاها) أي: ثم أعطى المرأة ذلك الماء (فقال) للمرأة: (اسقيه) أي: اسقي الصبي (منه) أي: من هذا الماء (و) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا للمرأة: (صُبِّي) - بضم الصاد المهملة وكسر الموحدة المشددة - أمر للمخاطبة المؤنثة بصب الماء على الولد؛ أي: وأفرغي (عليه) أي: على هذا الولد (منه) أي: من هذا الماء (واستشفي الله) أي: واطلبي الشفاء والعافية من الله (له) أي: لهذا الولد؛ ببركة هذا الماء المبارك الذي اختلط به ريق النبي صلى الله عليه وسلم (قالت) أم جندب رضي الله تعالى عنها: (فلقيت) تلك (المرأة) الخثعمية صاحبة الولد؛ أي: رأيتها بعد ذلك اليوم (فقلت) لها: (لو وهبت لي منه) أي: من ذلك المبارك شيئًا؛ لأتبرك به. . لكانت لك علي منة وجزاء وفضل عظيم.
(فقالت) المرأة الخثعمية صاحبة الولد: (إنما هو) أي: ذلك الماء المبارك مستحق (لهذا) الولد (المبتلى) بزوال عقله ومختص به، لا يقبل التوزيع والإهداء لغيره (قالت) أم جندب: (فلقيت) أنا، تلك (المرأة) الخثعمية صاحبة الولد المبتلى (من الحول) أي: بعد الحول وتمامه من ذلك الوقت