للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الطِّيَرَةُ شِرْكٌ"، وَمَا مِنَّا إِلَّا،

===

مصغرًا - ابن حباشة الأسدي الكوفي أبي مريم، ثقة فاضل مخضرم، من الثانية، مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث وثمانين (٨٣ هـ) وهو ابن مئة وسبع وعشرين. يروي عنه: (ع).

(عن عبد الله) بن مسعود رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) عبد الله: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الطيرة) أي: التشاؤم والتقابح بمرور الطير، أو بالكلمة القبيحة، أو بالفعلة القبيحة؛ لأن المراد بالطيرة هنا: الفأل القبيح؛ لأنها في مقابلة الفأل الصحيح؛ وهي أن تسمع في حال طلب حاجتك من يقول: يا محروم، يا مصعب، يا متعب؛ أو ترى من يفعل فعلًا سيئًا وأمرًا قبيحًا؛ كأن ترى من يسرق أموال الناس أو يغصبها مثلًا. . (شرك) لاعتقادهم أن الطيرة تجلب لهم نفعًا أو تدفع عنهم ضرًا؛ فإذا فعلوا بموجبها. . فكأنهم أشركوا بالله في ذلك، ويسمى شركًا خفيًّا، ومن اعتقد أن شيئًا سوى الله ينفع أو يضر بالاستقلال. . فقد أشرك شركًا جليًّا.

قال القاضي: إنما سماها شركًا؛ لأنهم كانوا يرون ما يتشاءمون به سببًا مؤثرًا في حصول المكروه، وملاحظة الأسباب في الجملة: شرك خفي، فكيف إذا انضم إليها جهالة وسوء اعتقاد. هنا تم الحديث، وما بعده من قول ابن مسعود.

(وما منا) معاشر الأمة أحد (إلا) من يخطر له من جهة الطيرة شيء ما؛ لتعود النفوس بها، فحذف المستثنى كراهية أن يتلفظ به.

قال التوربشتي: أي: إلا من يعرض له الوهم من قبل الطيرة، وكره أن يتم

<<  <  ج: ص:  >  >>