١٣٠٨ - محمّد بن عثمان بن الحسن بن عبد الله، أبو الحسن القاضي النّصيبيّ (١):
سكن بغداد وروى بها عن أبي الميمون، عن عبد الرّحمن بن عبد الله الدمشقي البجلي صاحب أبي زرعة الدمشقي، وعن غيره من شيوخ الشام. وحدّث أيضا عن أبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار، وجماعة من البغداديّين. حدّثنا عنه القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ وغيره.
جئت أبا بكر البرقاني فاستأذنته في أن أقرأ عليه. فقال: ما تريد أن تقرأ، قلت:
شيئا علقته من تاريخ أبي زرعة وفيه سماعك من القاضي النّصيبيّ. فعبّس وجهه.
وقال: كنت عزمت على ألا أحدث ولكني أسامحك أنت خاصة في بابه. وأذن لي فقرأت عليه.
سمعت أبا الحسن أحمد بن علي البادا ذكر القاضي النّصيبيّ فقال: كنت أحدث عنه حتى نهاني جماعة من أصحاب الحديث عن الرواية عنه فلم أحدث عنه بعد، وضعف البادا أمره جدّا.
حدّثني حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق قال: سمعت من القاضي النّصيبيّ تاريخ أبي زرعة وكان سماعه إياه صحيحا من أبي ميمون البجلي عن أبي زرعة، وكان أمر النّصيبيّ في وقت سماعنا هذا الكتاب منه مستقيما، ثم فسد بعد ذلك لأنه كان يخلف القاضي أبي عبد الله الضّبّيّ على بعض عمله بالكرخ، فروي للشيعة المناكير، ووضع لهم أيضا أحاديث، وروى عن أبي الحسين بن المنادي، وإسماعيل الصّفّار.
وكان قدوم النّصيبيّ بغداد بعد موت الصّفّار بعدة سنين.
سألت أبا القاسم الأزهريّ عن النّصيبيّ فقال: كذاب، أخرج إلينا كتب ابن المنادي وقد كتب عليها سماعه بخطه. فقلت له: متى سمعت هذا الكتاب؟ فقال: في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. فقلت: إنما قدمت بغداد بعد الأربعين، فكيف هذا؟ فما رد عليّ شيئا.
قال الأزهريّ: وكان أمره في الابتداء مستقيما، وحدّث عن الشاميين من سماع صحيح، أو كما قال.