شعبان من سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب الدير التي فيها قبر معروف الكرخي.
٦٣٧٩ - عليّ بن عيسى بن الفرج بن صالح، أبو الحسن الربعي النّحويّ:
صاحب أبي عليّ الفارسي، درس ببغداد الأدب على أبي سعيد السيرافي، وخرج إلى شيراز، فدرس بها على أبي عليّ الفارسي مدة طويلة، ثم عاد إلى بغداد، فلم يزل مقيما بها إلى آخر عمره.
سمعت عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ يقول: خرج عليّ بن عيسى الربعي إلى فارس، وأقام عليّ أبي عليّ النّحويّ عشرين سنة يدرس النحو فقال أبو عليّ: ما بقي له شيء يحتاج أن يسأل عنه.
سمعت التنوخي يقول: كان أبو عليّ يقول سمعت ابن أبي زيد- وكان ابن أخت أبي عليّ الفارسي النّحويّ- يقول: قولوا لعلي البغداديّ: لو سرت من الشرق إلى الغرب لم تجد أنحى منك.
كان مولد عليّ بن عيسى في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ومات في ليلة السبت لعشر بقين من المحرم سنة عشرين وأربعمائة.
٦٣٨٠ - عليّ بن عبيدة، أبو الحسن الكاتب المعروف بالريحاني (١):
كان أحد البلغاء الفصحاء، وافر الأدب، كثير الفضل، مليح اللفظ، حسن العبارة، وله كتب حسان في الحكم والأمثال، وكان له اختصاص بالمأمون، وكان يرمي بالزندقة. روى عنه أحمد بن أبي طاهر، وغيره.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى، أخبرنا عبد الله بن محمّد ابن أبي سعيد، حدّثنا أحمد بن أبي طاهر، حدّثنا عليّ بن عبيدة الريحاني قال: التقى أخوان يتوادان، فقال أحدهما لصاحبه: كيف ودك لي؟ فقال: حبك متوشج بفؤادي، وذكرك سمير سهادي، فقال الآخر: أما أنا فأوجز في وصفي، ما أحب أن يقع على سواك طرفي.
قال ابن أبي طاهر: وكنت عنده يوما- يعني عند عليّ بن عبيدة- فورد عليه