حدّثنا عبد العزيز بن عليّ الورّاق، حدّثنا عليّ بن عبد الله الهمذاني، حدّثنا محمّد ابن عبيد الله بن حفص عن عليّ بن الموفق. قال: سمعت حاتم- وهوالأصم- يقول: لقينا الترك، وكان بيننا جولة، فرماني تركي بوهق فأقبلني عن فرسي، ونزل عن دابته فقعد على صدري، وأخذ بلحيتي هذه الوافرة، وأخرج من خفه سكينا ليذبحني به، فو حق سيدي ما كان قلبي عنده ولا عند سكينه، إنما كان قلبي عند سيدي أنظر ماذا ينزل به القضاء منه، فقلت سيدي قضيت على أن يذبحني هذا فعلى الرأس والعين، إنما أنا لك وملكك، فبينا أنا أخاطب سيدي وهو قاعد على صدري، آخذ بلحيتي ليذبحني، إذ رماه بعض المسلمين بسهم فما أخطأ حلقه، فسقط عني، فقمت أنا إليه فأخذت السّكين من يده فذبحته! فما هو إلّا أن تكون قلوبكم عند السيد حتى تروا من عجائب لطفه ما لم تروا من الآباء والأمهات.
أنبأنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حبّان، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن زكريّا، حدّثنا أبو تراب عسكر بن الحصين قال: جاء رجل إلى حاتم الأصم فقال: يا أبا عبد الرّحمن أي شيء رأس الزهد، ووسط الزهد، وآخر الزهد؟ فقال: رأس الزهد الثقة بالله، ووسطه الصبر، وآخره الإخلاص.
أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهانيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد ابن نصير الخلدي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثنا سعدون الرّازيّ قال:
كنت مع حاتم الخراساني فكان يتكلم، فقل كلامه فقيل له في ذلك قد كنت تتكلم فتنفع الناس؟ فقال: إني لا أحب أن أتكلم كلمة قبل أن أستعد جوابها لله، فإذا قال الله تعالى لي يوم القيامة لم قلت كذا؟ قلت: يا رب لكذا.
حدّثني الحسين بن محمّد بن الحسن المؤدّب، عن أبي سعد الإدريسي قال:
سمعت عبد الله بن محمّد بن شاه السّمرقنديّ- بها- يقول: سمعت محمّد بن أحمد بن الفضل أبي العبّاس بن الحكيم البلخيّ يقول: سمعت أبا بكر الورّاق يقول:
حاتم الأصم، لقمان هذه الأمة!
٤٣٤٦ - حاتم بن الليث بن الحارث بن عبد الرّحمن، أبو الفضل الجوهريّ (١):
سمع عبيد الله بن موسى، وسعيد بن داود الزبيري، ويعقوب بن محمّد الزّهريّ، وإسماعيل بن أبي أويس، والحسين بن محمّد المروزي، ويحيى بن حامد البصريّ