في هذه العلة فاصنع ما شئت، أحببت أن أسكن في مدينة أبي جعفر، فشاورت صديقا لي يكنى أبا الفضل- وهو مشتق من الأفضال- فقال لي إذا عبرت القنطرة فخذ على يدك اليمنى- وهو مشتق من اليمن- واسأل عن سكة النعيمية- وهو مشتق من النعيم- وعن دار ابن المعافى- وهو مشتق من العافية- فخالفت لشؤمي واقتراب أجلي، فشاورت صديقا يقال له جعفر- وهو مشتق من الجوع والفرار- فقال لي إذا عبرت القنطرة فخذ يسرة- وهو مشتق من العسر- واسأل عن سكة العبّاس- وهو مشتق من العبوس- واسكن في دار قليب- وهو مشتق من الانقلاب- فقد انقلبت بي الدنيا كما ترى وأعظم ما عليّ، يجتمع في هذه السدرة في داري في كل يوم العصافير يصيحون في وجهي سيق سيق. فإنا في السياق، فعاودته من الغد فإذا هو قد مات.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح ومحمّد بن الحسين بن محمّد النهروانيان- قال أحمد أخبرنا وقال محمّد حدّثنا- المعافى بن زكريا، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزديّ قال: رأيت عليّ بن العبّاس بن جريج الرّوميّ يجود بنفسه، فقلت له: ما حالك؟ فأنشد:
غلط الطبيب على غلطة مورد … عجزت موارده عن الإصدار
والناس يلحون الطبيب وإنما … خطأ الطبيب إصابة المقدار
أخبرنا الحسن بن عليّ بن عبد الله المقرئ، حدّثنا محمّد بن جعفر التّميميّ الكوفيّ قال: حدثني أبو بكر محمّد بن زيد الرملي وأبو محمّد الدّقّاق قالا: حدّثنا أبو عثمان الناجم الشّاعر قال: دخلت على ابن الرّوميّ في اليوم الذي توفي فيه فلما قمت للانصراف قال لي:
أبا عثمان أنت حُمَيد قومك … وجودك للعشيرة دون لومك
تزود من أخيك فما أراه … يراك ولا تراه بعد يومك
أخبرني التنوخي قال: قال المرزباني: قيل إن ابن الرّوميّ مات في سنة ثلاث وثمانين، وقيل في سنة أربع وثمانين ومائتين.
٦٣٨٨ - عليّ بن العبّاس بن الفضل، أبو الحسن، يعرف بالهروي:
كان يسكن درب رياح وحدث عن الحسن بن محمّد الزعفراني، وأحمد بن منصور الرمادي، وجعفر الصّائغ. روى عنه الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس، وابن الثلاج.