عن ابن مالك؟ فقال: أنا لا يشك في سماعي من ابن مالك، أسمعني منه خالي هبة الله بن سلامة المفسر المسند كله. فقلت له: لا تروينّ هاهنا شيئا إلّا بعد أن تحضر أصولك وتوقف عليها أصحاب الحديث، فانقطع عن حضور الجامع بعد هذا القول ومضى إلى مسجد براثا فأملى فيه، وكانت الرافضة تجتمع هناك، وقال لهم: قد منعني النواصب أن أروي في جامع المنصور فضائل أهل البيت. ثم جلس في مسجد الشرقية واجتمعت إليه الرافضة ولهم إذ ذاك قوة، وكلمتهم ظاهرة، فأملى عليهم العجائب من الأحاديث الموضوعة في الطعن على السلف.
وقال لي يحيى بن الحسين العلوي: أخرج إليّ ابن القادسيّ أجزاء كثيرة عن ابن مالك فلم أر في شيء منها له سماعا صحيحا إلّا في جزء واحد، قال: وكانت أجزاء عتق، وقد غيّر أول كل جزء منها وكتب بخط طري، وأثبت فيه سماعه. وكان ابن القادسيّ قد حكى عنه أنه روى للشيعة أحاديث عن ابن الجعابي.
حدّثني أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون. قال: اجتمعت مع ابن القادسيّ وقلت له: ويحك، بلغنا أنك حدّثت عن ابن الجعابي، فمتى سمعت منه؟ فقال: ما سمعت منه شيئا، ولكني رأيته، قال: فقلت له: في أي سنة ولدت؟ فقال: في سنة ست وخمسين وثلاثمائة، فقلت: إن ابن الجعابي مات في سنة خمس وخمسين قبل أن تولد بسنة؟. فقال: لا أدري كيف هذا، إلّا أن خالي أراني شيخا في سكة بباب البصرة وقال لي: هذا ابن الجعابي، وذلك في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، فلعله كان رجلا آخر.
مات ابن القادسيّ في يوم الأحد الرابع عشر من ذي القعدة سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
٤٠٦٠ - الحسين بن إبراهيم بن الحرّ بن زعلان، أبو عليّ، يلقب أشكاب (١):
وهو والد محمّد وعليّ ابني أشكاب. سمع محمّد بن راشد المكحولي، وفليح بن سليمان، وعبد الرّحمن بن أبي الزناد، وحمّاد بن زيد، وعدي بن الفضل، وشريك