وعلوم القرآن، والنحو، واللغة، والفقه، والفرائض، والكلام والشعر، والعروض، والقوافي، والحساب، وذكر علوما سوى هذه. وكان من أعلم الناس بنحو البصريّين، وينتحل في الفقه مذهب أهل العراق.
قال رئيس الرؤساء: وقرأ على أبي بكر بن مجاهد القرآن، وعلى أبي بكر بن دريد اللغة، ودرسا عليه جميعا النحو، وقرأ على أبي بكر بن السّرّاج وعلى أبي بكر المبرمان النحو. وقرأ عليه أحدهما القرآن، ودرس عليه الآخر الحساب. قال: وكان زاهدا لا يأكل إلا من كسب يده.
فذكر جدي أبو الفرج عنه أنه كان لا يخرج إلى مجلس الحكم، ولا إلى مجلس التدريس في كل يوم، إلا بعد أن ينسخ عشر ورقات يأخذ أجرتها عشرة دراهم يكون قدر مئونته. ثم يخرج إلى مجلسه.
ذكر محمّد بن أبي الفوارس أبا سعيد فقال: كان يذكر عنه الاعتزال، ولم يكن يظهر من ذلك شيئا، وكان نزيها عفيفا جميل الأمر، حسن الأخلاق.
حدثت عن أبي الحسن محمّد بن العبّاس بن الفرات قال: كان أبو سعيد السيرافي عالما فاضلا منقطع النظير في علم النحو خاصة. وكانت سنه يوم توفى ثمانين سنة.
حدّثني هلال بن المحسن. قال: توفى القاضي أبو سعيد السيرافي يوم الاثنين الثاني من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة، عن أربع وثمانين سنة.
حدّثني الأزهرى. قال: توفى أبو سعيد السيرافي بين صلاتي الظهر والعصر في يوم الاثنين الثاني من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة. ودفن فيمقبرة الخيزران بعد صلاة العصر من هذا اليوم.
٣٨٦٤ - الحسن بن عبد الله بن عمر، أبو علي الكرمينيّ:
أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن سعدون البزّاز حدّثنا أبو علي الحسن بن عبد الله بن عمر الكرمينى- قدم علينا من بخارى- حدّثنا أبو حفص أحمد بن أحيد ابن حمدان البخاريّ حدّثنا أبو عمر قيس بن أنيف حدّثنا محمّد بن تميم الفريابي حدّثنا عبد الله بن عيسى الجرجاني حدّثنا عبد الله بن المبارك عن مسعر بن كدام عن عون عن الحسن عن أنس بن مالك. قال: أقبل رسول الله ﷺ من غزوة تبوك، فاستقبله سعد بن معاذ الأنصارىّ، فصافحه النبي ثم قال له: «ما هذا الذي اكتفت