للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسفيان الثوري وأصحابه، وأحمد بن حنبل وأصحابه؟ فقالوا له: يا أبا بكر لا تكون مسألة أصح من هذه. فقال: هؤلاء كلهم اتفقوا على تضليل أبي حنيفة (١).

ذكر ما حكى عن أبي حنيفة من رأيه في الخروج على السلطان (٢):

١ - أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدثني صفوان بن صالح، حدّثنا عمر بن عبد الواحد قال: سمعت الأوزاعي يقول: أتاني شعيب بن إسحاق (٣) وابن أبي مالك (٤) وابن علاق وابن ناصح (٥) فقالوا: قد أخذنا عن أبي حنيفة شيئا، فانظر فيه، فلم يبرح بي وبهم حتى أريتهم فمما جاءوني به عنه أنه أحل لهم الخروج على الأئمة.

٢ - أخبرنا طلحة بن علي بن الصّقر الكتاني، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال: حدثني أبو شيخ الأصبهانيّ (٦)، حدّثنا الأثرم. وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله يقول: قال ابن المبارك:

ذكرت أبا حنيفة يوما عند الأوزاعي فأعرض عني، فعاتبته. فقال تجيء إلى رجل يرى السّيف في أمة محمّد فتذكره عندنا؟

٣ - أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرنا أبو علي الحافظ، حدّثنا عبد الله بن محمود المروزيّ قال: سمعت محمّد بن عبد الله ابن قهزاد يقول: سمعت أبا الوزير أنه حضر عبد الله بن المبارك، فروى عن رسول الله حديثا، فقال له رجل: ما قول أبي حنيفة في هذا؟ فقال عبد الله: أحدثك عن رسول الله ، وتجيء برجل كان يرى السّيف في أمة محمّد ؟.


(١) إن كان المراد أنهم ذهبوا في المسائل والفقه إلى غير ما ذهب إليه، فالجواب كما قاله الملك المعظم في رسالته: إن الصحابة جميعهم قد اختلفوا في عدة مسائل، وليس كلن من خولف فقد ضل، فإن هؤلاء المذكورين جميعهم خالف بعضهم بعضا، كما خالفوا أبا حنيفة. فهذا لا يعد من التضليل، وكثيرا ما يخالف مجتهد واحد جميع مجتهدي عصره، كما يخالف صحابي واحد أكثر الصحابة، ولا يجرؤ أحد أن يقول عن المخالف إنه ضال، والحق بالدليل لا بكثرة القائلين.
(٢) جميع روايات هذا الباب كلها واهية الإسناد.
(٣) شعيب بن إسحاق. مجهول.
(٤) ابن أبي مالك. مجهول.
(٥) أحمد بن عبيد بن ناصح أبو عصيدة النحوي. قال ابن عدي: له مناكير. وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع على جلّ حديثه. (ميزان الاعتدال ١/ ١١٨).
(٦) أبو شيخ: عبد الله بن محمد بن جعفر، الأصبهاني. ضعفه أبو أحمد العسال.

<<  <  ج: ص:  >  >>