سمعت طاهر بن عبد العزيز يقول: مولدي في سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
ومات في جمادى الآخرة- أو رجب- من سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
٤٩٢٦ - طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر، أبو الطّيّب الطّبريّ الفقيه الشّافعي (١):
سمع بجرجان من أبي أحمد الغطريفي، وبنيسابور من أبي الحسن الماسرجسي- وعليه درس الفقه- وسمع أيضا غيره من شيوخ نيسابور، وقدم بغداد فسمع من موسى بن جعفر بن عرفة، وأبي الحسن الدّارقطنيّ، وعليّ بن عمر السّكّري، والمعافى ابن زكريّا الجريري، واستوطن بغداد وحدّث ودرس، وافتى بها ثم ولى القضاء بربع الكرخ بعد موت أبي عبد الله الصّيمريّ، فلم يزل على القضاء إلى حين وفاته.
اختلفت إليه وعلقت عنه الفقه سنين عدة.
وسمعته يقول: ولدت بآمل في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وخرجت إلى جرجان للقاء أبي بكر الإسماعيلي والسماع منه، فوصلت إلى البلد في يوم الخميس فاشتغلت بدخول الحمام، ولما كان من الغد رأيت أبا سعد بن أبي بكر الإسماعيلي فأخبرني أن أباه قد شرب دواء لمرض كان به، وقال لي: تجيء في صبيحة غد لتسمع منه، فلما كان في بكرة يوم السبت غدوت للموعد، وإذا الناس يقولون مات أبو بكر الإسماعيلي، فنظرت وإذا به قد توفي في تلك الليلة.
سمعت أبا الحسن محمّد بن محمّد بن عبد الله القاضي يقول: ابتدأ القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ بدرس الفقه، وتعلم العلم وله أربع عشرة سنة، فلم يخل به يوما واحدا إلى أن مات.
سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن عبد الله المؤدّب يقول: سمعت أبا محمّد البافي يقول: أبو الطّيّب الطّبريّ أفقه من أبي حامد الأسفراييني.
وسمعت أبا حامد الأسفراييني يقول: أبو الطّيّب الطّبريّ أفقه من أبي محمّد البافي وكان أبو الطّيّب الطّبريّ ثقة، صادقا دينا، ورعا عارفا بأصول الفقه وفروعه، محققا في علمه، سليم الصدر، حسن الخلق، صحيح المذهب، جيد اللسان، يقول الشعر على طريقة الفقهاء.