وهو من ولد عكرمة مولى ابن عباس. وقيل هو عمارة بن حمزة بن مالك بن يزيد ابن عبد الله بن يزيد بن عبد الله، مولى العبّاس بن عبد المطّلب. كان أحد الكتاب البلغاء، وكان أتيه الناس حتى ضرب بتيهه المثل، فقيل: أتيه من عمارة. وكان سخيا جوادا. وإليه تنسب دار عمارة ببغداد.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكي، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلاد قال: قال إبراهيم بن داود: استأذن قوم على عمارة بن حمزة ليشفعوا إليه في برّ قوم أصابتهم حاجة، وكان قد قام عن مجلسه، فأخبره حاجبه بحاجتهم فأمر لهم بمائة ألف درهم، فاجتمعوا إليه ليدخلوا إليه للشكر له. فقال له حاجبه. فقال: أقرئهم سلامي وقل لهم إني رفعت عنكم ذل المسألة فلا أحملكم مئونة الشكر.
أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ وعمر بن محمّد بن عبيد الله المؤدّب قالا: أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا القاضي الحسين بن إسماعيل المحامليّ، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حدثني هارون بن محمّد بن إسماعيل القرشيّ، أخبرني عبد الله بن أبي أيّوب المكي قال: بعث أبو أيّوب المكي بعض ولده إلى عمارة بن حمزة، فأدخله الحاجب، قال: ثم أدناني إلى ستر مسبل، فقال: ادخل، فدخلت فإذا هو مضطجع محول وجهه إلى الحائط، فقال لي الحاجب: سلم، فسلمت فلم يرد علىّ، فقال الحاجب: اذكر حاجتك، فقلت: لعله نائم، قال: لا، اذكر حاجتك، فقلت له:
جعلني الله فداك أخوك يقرئك السلام ويذكر دينا بهظني وستر وجهي، ولولاه لكنت مكان رسولي، فسل أمير المؤمنين قضاءه عني فقال: وكم دين أبيك؟ قلت: ثلاثمائة ألف درهم، قال: وفي مثل هذا أكلم أمير المؤمنين؟! يا غلام احملها معه، وما التفت إلىّ ولا كلمني بغير هذا.
وقال ابن أبي سعد: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن سليمان