للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ذكر من اسمه مروان]

٧١٢٧ - مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة، أبو الهيذام- وقيل: أبو السمط: (١)

وكان أبو حفصة مولى مروان بن الحكم أعتقه يوم الدار لأنه أبلى يومئذ بلاء حسنا، واسمه يزيد. وقيل إن أبا حفصة كان يهوديّا طبيبا أسلم على يد عثمان بن عفّان، وقيل: على يد مروان بن الحكم. ويزعم أهل المدينة أنه كان من موالي السموأل بن عاديا، وأنه سبى من إصطخر وهو غلام فاشتراه عثمان ووهبه لمروان بن الحكم. ومروان بن سليمان شاعر مجود محكك للشعر، وهو من أهل اليمامة وقدم بغداد ومدح المهديّ والرّشيد، وكان يتقرب إلى الرّشيد بهجاء العلوية في شعره. وله في معن بن زائدة مدائح ومراث عجيبة، وقيل إنه قيل الشعر وهو غلام لم يبلغ سنه العشرين.

أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، أخبرنا أحمد بن يحيى عن الرياشي قال: قال رجل لمروان بن أبي حفصة: ما حملك على أن تناولت ولد علي في شعرك؟ فقال: والله ما حملني على ذلك بغضاء لهم، ولقد مدحت أمير المؤمنين المهديّ بشعري الذي أقول فيه:

طرقتك زائرة فحى خيالها … بيضاء تخلط بالحياء دلالها

قادت فؤادك فاستقاد وقبلها … قاد القلوب إلى الصبي فأمالها (٢)

حتى بلغت إلى قولي:

هل يطمسون من السماء نجومها … بأكفهم أم يسترون هلالها

أم يدفعون مقالة- عن ربه … جبريل بلغها النبي فقالها

شهدت من الأنفال آخر آية … بتراثهم فأردتم إبطالها

فذروا الأسود خوادرا في غيلها … لا تولغن دماءكم أشبالها

فقال المهديّ: وجب حقك على هؤلاء القوم، ثم أمر لي بخمسين ألف درهم وأمر أولاده أن يبروني، فبروني بثلاثين ألف درهم.


(١) ٧١٢٧ - انظر: المنتظم، لابن الجوزي ٩/ ٦٩. والأغاني ٩/ ٣٤ - ٤٧. ورغبة الآمل ٦/ ٨٢، ٧/ ٣٧، ٤٥. ووفيات الأعيان ٢/ ٨٩. وآمالي المرتضى ٢/ ١٥٥، ٣/ ٤، ١٦، ٢٦. والأعلام ٧/ ٢٠٨.
(٢) هذا البيت ساقط من النسخة الصميصاطية.

<<  <  ج: ص:  >  >>