للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ذكر من اسمه الفضل]

٦٧٨٢ - الفضل بن يحيى بن خالد. البرمكي (١):

أخو جعفر وكان رضيع هارون الرّشيد، وولاه الرّشيد أعمالا جليلة بخراسان وغيرها، وكان أندى كفا من أخيه جعفر، إلا أنه كان فيه كبر شديد، وكان جعفر أطلق وجها، وأظهر بشرا. ولما غضب هارون الرّشيد على البرامكة وقتل جعفرا، خلد الفضل في الحبس مع أبيه يحيى، فلم يزالا محبوسين حتى ماتا في حبسهما.

قرأت على الحسن بن عليّ الجوهريّ عن أبي عبيد الله المرزباني قال: أخبرني محمّد بن يحيى الصولي قال: كان مولد الفضل بن يحيى لسبع بقين من ذي الحجة سنة سبع وأربعين ومائة. وأم الفضل زبيدة بنت سنين بربرية مولدة المدينة، فأرضعت الخيزران الفضل، وأرضعت زبيدة أم الفضل الرّشيد أياما حتى صارا رضيعين، وفي ذلك يقول مروان بن أبي حفصة في قصيدة يمدح بها الفضل:

كفى لك فضلا أن أفضل حرة … غذتك بثدي والخليفة واحد

لقد زنت يحيى في المشاهد كلها … كما زان يحيى خالدا في المشاهد

أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة، حدثني محمّد بن الحسين بن هشام قال: حدثني عليّ بن الجهم عن أبيه قال: أصبحت ذات يوم وأنا في غاية الخلة والضيقة، ما أهتدي إلى دينار ولا درهم ولا أملك إلا دابة عجفاء، وخادما خلقا، فطلبت الخادم فلم أجده، ثم جاء فقلت أين كنت؟ فقال كنت في احتيال شيء لك، وعلف لدابتك، فو الله ما قدرت عليه.

فقلت: أسرج لي دابتي فأسرجها، وركبت، فلما صرت في سوق يحيى، فإذا أنا بموكب عظيم، وإذا الفضل بن يحيى بن خالد، فلما بصر بي قال: سر، فسرنا قليلا وحجز بيني وبينه غلام يحمل طبقا على باب يصيح بجارية، فوقف الفضل طويلا ثم قال سر! ثم قال أتدري ما وقفني؟ قلت إن رأيت أن تعلمني، قال: كانت لأختي جارية وكنت أحبها حبّا شديدا، وأستحي من أختي أن أطلبها منها، ففطنت أختي لذلك، فلما كان في هذا اليوم لبستها وزينتها وبعثت بها إلى، فما كان في عمري يوم هو أطيب عندي من يومي هذا، فلما كان في هذا الوقت جاءني رسول أمير المؤمنين فأزعجني وقطععلى لذتي، فلما صرت إلى هذا المكان دعا هذا الغلام صاحب الطبق


(١) ٦٧٨٢ - انظر: المنتظم، لابن الجوزي ٩/ ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>