قد أخرجت قبل الصلاة، أو كما قال. فسألت من حضره عن حاله عند خروج روحه. فقال إنه لما حضر غشي عليه ثم فتح عينيه وأومأ إلى ناحية باب البيت وقال قف عافاك الله، فإنما أنت عبد مأمور وأنا عبد مأمور، وما أمرت به لا يفوتك، وما أمرت به يفوتني، فدعني أمضي لما أمرت به، ثم امض لما أمرت به، فدعا بماء فتوضأ للصلاة وصلى، ثم تمدّد وغمض عينيه وتشهد. وأخبرني بعض أصحابنا أنه رآه في النوم فقال له: ما فعل الله بك؟ فقال: لا تسألني أنت عن هذا، ولكن استرحنا من دنياكم الوضرة.
٤٤٧ - محمّد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر، أبو عبد الله الفارسيّ (١):
كان يتفقه على مذهب الشّافعيّ. وحدّث عن أبي زرعة الدمشقي، وعبد الله بن محمّد بن أبي مريم المصري، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكيّ، وبكر بن سهل الدمياطي، وإسحاق بن إبراهيم الديري، وجماعة من هذه الطبقة. روى عنه أبو الحسن الدّارقطنيّ فأكثر، وأبو الحسين بن حمد الخلال. وحدّثنا عنه أبو عمر بن مهديّ وهو آخر من حدّث عنه. وكان ثقة ثبتا فاضلا.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ قال أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل الفارسيّ في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة قال نبأنا عبد الله بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم قال نبأنا محمّد بن يوسف الفريابي قال نبأنا سفيان عن أبيه عن إبراهيم التّيميّ عن عمرو بن ميمون عن خزيمة بن ثابت الأنصاريّ. قال جعل رسول الله ﷺ المسح على الخفين للمسافر ثلاثا، وللمقيم يوما.
قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثّلّاج بخطه، قال أبو عبد الله الفارسيّ: ولدت في سنة ثمان- أو تسع- وأربعين ومائتين.
حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر. وأخبرنا السّمسار قال أنبأنا الصّفّار قال: نبأنا ابن قانع أن الفارسيّ مات في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
قال غير الصّفّار عن ابن قانع في شوال.
(١) ٤٤٧ - الفارسي: هذا الاسم لعدة من المدن الكبيرة وهي من الأقاليم المعروفة أصلها وارد مملكتها شيراز (الأنساب ٩/ ٢١٥).