أخبرنا محمّد بن عليّ بن مخلد الورّاق أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران حدّثنا تمام بن المنتصر حدّثنا أبو العيناء قال حدّثنا العتابي. قال: دخل أبو دلامة على المهديّ فطلب كلبا فأعطاه، ثم قائده فأعطاه، ثم دابة، ثم جارية تطبخ الصيد فأعطاه ذلك، فقال من يعولها؟ أقطعني ضيعة أعيش فيها وعيالي، قال قد أقطعك أمير المؤمنين مائة جريب من العامر، ومائة من الغامر، قال وما الغامر؟ قال: الخراب الذي لا ينبت، فقال أبو دلامة: قد أقطعت أمير المؤمنين خمسمائة جريب من الغامر من أرض بني أسد، قال فهل بقيت لك من حاجة؟ قال نعم تأذن أن أقبل يدك، قال ما إلى ذلك من سبيل، قال والله ما رددتني عن حاجة أهون علي فقدا منها.
أخبرني أبو الفرج الطّناجيريّ أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حدّثنا عبد الباقي ابن قانع حدّثنا محمّد بن زكريّا الغلابي حدّثنا عمر بن شبة. قال حدّثني غيث. قال:
دخل أبو دلامة على المهديّ فقال يا أمير المؤمنين، ماتت أم دلامة، وبقيت ليس لي أحد يعاطيني. فقال: إنا لله، أعطوه ألف درهم، اشتر بها أمة تعاطيك، قال ودس أم دلامة إلى الخيزران فقالت: يا سيدتي مات أبو دلامة وبقيت ضائعة، فأمرت لها الخيزران بألف درهم. ودخل المهديّ على الخيزران وهو حزين، فقالت يا أمير المؤمنين مات أبو دلامة. فقال إنما ماتت أم دلامة قالت: لا والله ألا أبو دلامة، فقال المهديّ:
خدعانا والله.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان قال أنشدني محمّد بن زكريّا- هو الغلابي:
ألا أبلغ لديك أبا دلامة … فلست من الكرام ولا كرامة
إذا لبس العمامة قلت قرد … وخنزير إذا طرح العمامه
جمعت دمامة وجمعت لؤما … كذاك اللؤم تتبعه الدمامة
٤٦٠٧ - زرّاع بن عروة الحنفيّ، شاعر محدث من أهل اليمامة:
ذكره أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزبانيّ فيما حدّثنيه عليّ بن المحسن عنه وقال: ورد بغداد ومات بها. وهو القائل:
فقد قال زراع، فكن عند قوله … ترفق بأهل الجهل إن كنت ساقيا
وجدت أقل الناس عقلا إذا انتشى … أقلهم عقلا إذا كان صاحيا
يزيد حسي الكأس السفيه سفاهة … ويترك أحلام الرجال كما هيا