للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحرّانيّ وغيره وعاد إلى العراق ثم خرج منها إلى بلاد خراسان، وما وراء النهر.

فكتب عن محدثيها، وجمع أحاديث المشايخ والأبواب، وكان متقنا حافظا، مع ورع وتدين وزهد وتصون، حدّثنا عنه علي بن محمّد المقرئ الحذّاء، وأبو عبد الله أحمد ابن محمّد الكاتب، والقاضي أبو العلاء الواسطيّ.

وسمعت أبا العلاء ذكره يوما فرفع من قدره، وأطنب في وصفه، وقال: كان الدّارقطنيّ والشيوخ يعظمونه.

وحكى لنا أبو العلاء أن أبا الحسين البيضاوي حضر عند أبي مسلم يوما وفي رجل البيضاوي نعل ليست بالجيدة قد أخلقت، فوضع أبو مسلم مكانها نعلا جديدا وأخذها وذلك بغير علم من البيضاوي، فلما قام لينصرف من طلب نعله فلم يجدها، ورأى النعل الجديدة مكانها فبقى متحيرا، وسأل عن نعله فقال له أبو مسلم: هذه نعلك يا أبا الحسن- يعني الجديدة- وأمره بلبسها أو كما قال.

حدّثني علي بن محمود الزوزني عن أبي عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي قال: سمعت جدي أبا عمرو بن نجيد يقول: ما دخل خراسان أحد فبقى على بكارته لم يتدنس بشيء من الدّنيا إلا أبو مسلم البغداديّ.

قلت: أقام أبو مسلم ببغداد بعد عوده من خراسان سنين كثيرة يحدث ثم خرج في آخر عمره إلى الحجاز، فأقام بمكة مجاورا لبيت الله الحرام إلى أن توفي هناك. فحدّثني القاضي أبو العلاء الواسطيّ أنه توفي بمكة في النصف من ذي القعدة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، قال: ودفن بالبطحاء بالقرب من فضيل بن عياض.

وقال محمّد بن أبي الفوارس: كان أبو مسلم بن مهران قد صنف المسند، وشعبة، ومالكا، وأشياء كثيرة، وكان ثقة ثبتا، ما رأينا مثله.

٥٤٤٠ عبد الرّحمن بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن المهتدي بالله، أبو بكر الهاشميّ:

حدث عن إبراهيم بن عبد الصّمد. حدّثنا عنه بشرى بن عبد الله.

أخبرنا بشرى، أنبأنا أبو بكر عبد الرّحمن بن عبد الله بن عبد الصّمد بن المهتدي بالله، حدّثنا إبراهيم بن موسى من ولد إبراهيم الإمام بن محمّد بن علي بن عبد الله ابن العبّاس، حدّثني عبد الصّمد بن موسى عن عبد الصّمد بن علي عن أبيه عن جده

<<  <  ج: ص:  >  >>