أخبرني أبو الفضل محمّد بن عبد العزيز بن العبّاس بن المهدي الهاشميّ الخطيب، حدثنا أبو حفص عمر بن عبد الله بن عمر الدلال، أخبرنا بكير صاحب الشبلي قال:
وجد الشبلي يوم الجمعة آخر ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة خفة من وجع كان به، فقال: تنشط نمضي إلى الجامع؟ قلت: نعم! قال: فاتكأ على يدي حتى انتهينا إلى الورّاقين من الجانب الشرقي، قال: فتلقانا رجل جائي من الرصافة فقال بكير؟
قلت لبيك، قال غدا يكون لي مع هذا الشيخ شأن، ثم مضينا وصلينا ثم عدنا، فتناول شيئا من الغداء، فلما كان الليل مات ﵀. فقيل في درب السقائين رجل شيخ صالح يغسل الموتى، قال: فدلوني عليه في سحر ذلك اليوم فنقرت الباب خفيا فقلت سلام عليكم فقال: مات الشبلي؟ قلت: نعم فخرج إلىّ فإذا به الشيخ. فقلت: لا إله إلا الله، فقال لا إله إلا الله. تعجبا! ثم قلت قال لي الشبلي أمس لما التقينا بك في الورّاقين: غدا يكون لي مع هذا الشيخ شأن، بحق معبودك من أين لك أن الشبلي قد مات؟ قال: يا أبله فمن أين للشبلي أن يكون له معي شأن من الشأن اليوم! حدثنا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله الجرباذقاني- بها- قال: قال لنا أبو منصور معمّر بن أحمد الأصبهانيّ: مات الشبلي في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. قال غيره:
مات يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة.
أخبرنا علي بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حدثنا ابن قانع أن الشبلي مات في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، والأول أصح.
٧٧٠٩ - أبو هاشم، الزاهد (١):
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: أبو هاشم من قدماء زهاد بغداد، ومن أقران أبي عبد الله البراثي.
وبلغني أن سفيان الثوري جلس إليه ثم قال: ما زلت أرائي وأنا لا أشعر إلى أن جالست أبا هاشم، فأخذت منه ترك الرياء.
أخبرنا أبو نعيم قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب الورّاق، حدثنا أحمد بن محمّد بن مسرور، أخبرنا محمّد بن الحسين، حدثني بعض أصحابنا قال: قال أبو هاشم الزاهد: إن الله تعالى وسم الدنيا بالوحشة ليكون أنس المريدين به دونها، وليقبل