لا تنظروا إلى أبي بكر الشبلي بالعين التي ينظر بعضكم إلى بعض، فإنه عين من عيون الله ﷿.
وقال السّلميّ: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا عمران الأنماطي يقول: سمعت الجنيد يقول: لكل قوم تاج، وتاج هؤلاء القوم الشبلي.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن عبد الله الأردستاني- بمكة- أخبرنا محمّد بن الحسين ابن موسى قال: سمعت منصور بن عبد الله يقول: دخل قوم على الشبلي في مرضه الذي مات فيه فقالوا: كيف تجدك يا أبا بكر؟ فأنشأ يقول:
إن سلطان حبه … قال لا أقبل الرشا
فسلوه- فديته- … لم بقتلي تحرشا
أخبرنا عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: سمعت أبا حاتم محمّد بن أحمد بن يحيى السجستاني يقول: سمعت أبا نصر السراج يقول: بلغني عن أبي محمّد الحريري قال: مكثت عند الشبلي في الليلة التي مات، فكان يقول طول ليلته هذين البيتين:
كل بيت أنت ساكنه … غير محتاج إلى السرج
وجهك المأمول حجتنا … يوم يأتي الناس بالحجج
وأخبرنا القشيري قال: سمعت أبا حاتم السجستاني يقول: سمعت عبد الله بن علي التّميميّ يقول: سأل جعفر بن نصير بكران الدينوري- وكان يخدم الشبلي- ما الذي رأيت منه- يعني عند وفاته- فقال: قال لي على درهم مظلمة، وتصدقت عن صاحبه بألوف، فما على قلبي شغل أعظم منه. ثم قال: وضيني للصلاة ففعلت، فنسيت تخليل لحيته وقد أمسك على لسانه، فقبض على يدي وأدخلها في لحيته، ثم مات فبكى جعفر وقال: ما تقولون في رجل لم يفته في آخر عمره أدب من آداب الشريعة.
أخبرنا محمّد بن أبي الفتح، أخبرنا محمّد بن الحسين بن موسى الصّوفيّ قال:
سمعت أبا نصر الهرويّ يقول: كان الشبلي يقول: إنما يحفظ هذا الجانب بي- يعني من الديالمة- فمات هو يوم الجمعة، وعبرت الديالمة إلى الجانب الشرقي يوم السبت، مات هو وعلي بن عيسى في يوم واحد.