للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو الفتح: كان ثقة. مولده ببغداد في شهر ربيع الآخر من سنة ست وأربعين ومائتين، وكان يسكن بدرب دراج في شارع الدجيل.

وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في سنة ثلاثين وثلاثمائة. وقال: كان يسكن الحربية.

٢٠٠٦ - أحمد بن جعفر بن محمّد بن عبيد الله بن يزيد، أبو الحسين، المعروف بابن المنادي (١):

سمع جده محمّد بن عبيد الله، ومحمّد بن إسحاق الصغاني، والعبّاس بن محمّد الدوري، وزكريا بن يحيى المروزيّ، ومحمّد بن عبد الملك الدقيقي، وأبا البختري عبد الله بن محمّد بن شاكر العنبريّ، وأبا داود السّجستانيّ، وعيسى بن جعفر الورّاق، وأبا يوسف القلوسى. وخلقا كثيرا نحوهم.

وكان ثقة أمينا، ثبتا صدوقا، ورعا حجة فيما يرويه، محصلا لما يمليه، صنف كتبا كثيرة، وجمع علوما جمة. وما يسمع من الناس من مصنفاته إلا أقلها. وروى عنه المتقدمون، كأبى عمر بن حيويه ونحوه. وآخر من حدّث عنه محمّد بن فارس الغوري.

حدّثني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن على الصيرفي: قال كان أبو الحسين بن المنادى صلب الدين، خشنا شرس الأخلاق، فلذلك لم تنشر الرواية عنه.

وقال لي أبو الحسن بن الصّلت: كنا نمضي مع ابن قاح الورّاق إلى ابن المنادى لنسمع منه، فإذا وقفنا ببابه خرجت إلينا جارية له وقالت: كم أنتم؟ فنخبرها بعددنا، ويؤذن لنا في الدخول ويحدّثنا، فحضر معنا مرة إنسان علوي وغلام له، فلما استأذنا قالت الجارية كم أنتم؟ فقلنا نحن ثلاثة عشر، وما كنا حسبنا العلوي ولا غلامه في العدد. فدخلنا عليه، فلما رآنا خمسة عشر نفسا قال لنا: انصرفوا اليوم فلست أحدثكم، فانصرفنا وظننا أنه عرض له شغل. ثم عدنا إليه مجلسا ثانيا فصرفنا ولم يحدّثنا، فسألناه بعد عن السبب الذي أوجب ترك التحدث لنا. فقال: كنتم تذكرون عددكم في كل مرة للجارية وتصدقون، ثم كذبتم في المرة الأخرى. ومن كذب في هذا المقدار لم يؤمن أن يكذب فيما هو أكبر منه. قال: فاعتذرنا إليه وقلنا نحن نتحفظ فيما بعد.


(١) ٢٠٠٦ - هذه الترجمة برقم ١٦٩٠ في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي ١٤/ ٦٥ - ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>