للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ذكر من اسمه مصعب]

٧٠٩٣ - مصعب بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، أبو عبد الله:

وأمه الرباب بنت أنيف الكلبية. كان من أحسن الناس وجها، وأشجعهم قلبا، وأسخاهم كفا. وولى إمارة العراقين وقت دعى لأخيه عبد الله بن الزّبير بالخلافة، فلم يزل كذلك حتى سار إليه عبد الملك بن مروان، فقتله بمسكن في موضع قريب من أوانا، على نهر دجيل، عند دير الجاثليق، وقبره إلى الآن معروف هناك.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا محمّد بن الفضل السقطي، حدّثنا محمّد بن عبيد بن حساب، حدّثنا محمّد بن حمدان، حدّثنا عيسى بن عبد الرّحمن السلمي، أخبرني الشعبي قال: مر بي مصعب بن الزّبير وأنا على باب داري. قال: فقال بيده هكذا، قال فتبعته، قال: فلما دخل أذن لي فدخلت عليه، فتحدثت معه ساعة ثم قال بيده هكذا، فرفع الستر فإذا عائشة بنت طلحة امرأته. فقال: يا شعبي رأيت مثل هذه قط؟ قال: قلت لا، ثم خرجت، ثم لقيني بعد ذلك فقال: يا شعبي تدري ما قالت لي؟ قلت: لا، قالت: تجلوني عليه ولا تعطيه شيئا، قال: فقد أمرت لك بعشرة آلاف، فأخذتها فكان أول مال ملكته.

أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان، أخبرني أبو علي السجستاني، حدثني أبو عبد الله بن سلموية قال: أسر مصعب بن الزّبير رجلا فأمر بضرب عنقه، فقال: أعز الله الأمير، ما أقبح بمثلي أن يقوم يوم القيامة فأتعلق بأطرافك الحسنة، وبوجهك الذي يستضاء به، فأقول: يا رب سل مصعبا فيم قتلني؟ فقال يا غلام أعف عنه. فقال: أعز الله الأمير إن رأيت أن تجعل ما وهبت من حياتي في عيش رخى، قال: يا غلام أعطه مائة ألف، فقال: أعز الله الأمير فإني أشهد الله وأشهدك إني قد جعلت لابن قيس الرقيات منها خمسين ألفا، فقال له: ولم؟ قال: لقوله فيك:

إنما مصعب شهاب من الله … تجلت عن وجهه الظلماء


٧٠٩٣ - انظر: تاريخ الطبري، حوادث سنة ٧١. وتاريخ الإسلام ٣/ ١٠٨. وطبقات ابن سعد ٥/ ١٣٥. ورغبة الآمل ١/ ٨٥، ٣/ ١٢٤، ١٧٠، ٥/ ٢٣٥، ٦/ ٣٨، ٧/ ١٨٥. والأعلام ٧/ ٢٤٧ - ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>