أخبرنا الخالع، أخبرنا عليّ بن جعفر الحمداني قال: أنشدني ابن الرّوميّ وقال: ما سبقني إلى هذا المعنى أحد:
إذا دام للمرء الشباب وأخلقت … محاسنه ظن السواد خضابا
فكيف يظن الشيخ أن خضابه … يظن سوادا أو يخال شبابا؟
أخبرني الحسين بن محمّد- أخو الخلال- أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الشطي- بجرجان- أخبرنا أبو بكر الشذاني قال: حدثني جحظة قال: كنت مع ابن الرّوميّ في سمارية، فرأينا أبا رياح على دار ابن طاهر. فقلت له: صف هذه الشرفات وأبا رياح، فقال:
ترى شرفاتها مثل العذارى … خرجن لنزهة فقعدن صفا
عليهن الرقيب أبو رياح … فليس لخوفه يبدين حرفا
أخبرني عليّ بن أيّوب القمي، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني الصولي، حدثني عليّ بن العبّاس قال: كان البحتري معي جالسا، فسلم علينا ابن عيسى بن المنصور فقال لي: من هذا؟ فقلت هذا ابن عيسى بن المنصور الذي يقول ابن الرّوميّ في أبيه:
يقتر عِيسَى على نفسه … وليس بباق ولا خالد
فلو يستطيع لتقتيره … تنفس من منخر واحد
فقال لي: أفّ وتفّ، هذا من خاطر الجن لا من خاطر الإنس، ووثب ومضى.
أخبرنا الخالع، أخبرنا عليّ بن جعفر الحمداني قال: أنشدني بن الرّوميّ في عيسى ابن موسى بن المتوكل:
يفتر عِيسَى على نفسه
وذكر هذين البيتين. كذا قال في عيسى بن موسى بن المتوكل، والله أعلم.
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا الحسن بن أحمد بن السري، حدّثنا عليّ بن العبّاس النوبختي قال: بلغني أن أبا الحسن عليّ بن العبّاس بن جريج الرّوميّ عليل فمضيت إليه لأعوده. أو قال: جئت ابن الرّوميّ فرأيته عليلا قبل موته بيوم فقلت له: أي شيء خبرك؟ فقال: أيش خبر من يموت؟ فقلت: كلا، أرى سحنتك صافية حسنة، فقال: هكذا من يموت يكون قبل ذاك حسن الوجه بيوم فقلت: يعافى الله. فقال: خذ حديثي فإن لم يقطع على أن أموت