القاضي أصلا به فإنه لا يقدر على ذلك. وكانت مذاكرتي به الصّوريّ بعد مدة من وفاة حمزة، ﵀.
أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ من كتابه في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، نبأنا عبد الله بن موسى السلامي الشّاعر- بفائدة ابن بكير- قال: حدّثني أبو علي مفضل ابن الفضل الشّاعر قال: حدّثني خالد بن يزيد الشّاعر، حدّثني أبو تمام حبيب بن أوس الشّاعر، حدّثني صهيب بن أبي الصهباء الشّاعر، حدّثني الفرزدق الشّاعر، حدّثني عبد الرّحمن بن حسّان بن ثابت الشّاعر. قال: حدّثني أبي حسّان بن ثابت الشّاعر.
قال: قال رسول الله ﷺ: «اهج المشركين وجبريل معك» وقال لي: «إن من الشعر حكمة (١)».
فدت هذا الحديث عن أبي العلاء جماعة من أصحابنا البغداديّين والغرباء مع تعجبي! فإن عبد الله بن موسى السلامي صاحب عجائب وطرائف، وكان موطنه وراء نهر جيحون، وحدّث ببخارى وسمرقند وتلك النواحي، ولم ألق بخراسان من سمع منه، ولا علمت أنه قدم بغداد. فلما حدّثني عنه أبو العلاء جوزت أن يكون ورد إلينا حاجّا فظفر به أبو عبد الله بن بكير وسمع معه أبو العلاء منه، ولم يتسع له المقام حتى يروي ما يشتهر به حديثه ويظهر عندنا رواياته.
فلما كان في سنة تسع وعشرين وأربعمائة وقع إلى جزء بخط أبي عبد الله بن بكير وكان قد جمع فيه أحاديث مسندة لجماعة من الشعراء وكتبها بخطه، فوجدت في جملتها بخط ابن بكير:
حدّثني الحسن بن علي بن طاهر أبو علي الصّيرفيّ قال: أخبرني عبد الله بن موسى السلامي الشّاعر مشافهة قال: حدّثني أبو علي مفضل بن الفضل الشّاعر بالحديث الذي ذكرته عن أبي العلاء عن السلامي بعينه بسياقه ولفظه. وكان في الجزء حديث آخر عن ابن طاهر الصّيرفيّ أيضا عن السلامي ذكر ابن الطاهر أن السلامي أخبرهم به مناولة فأوقفت على كتاب ابن بكير جماعة من شيوخنا وأصحابنا وشرحت هذه القصة لأبي القاسم التّنوخيّ، فاجتمع مع أبي العلاء وقال له: أيها القاضي، لا ترو عن عبد الله بن موسى السلامي، فإن هذا الشيخ حدّث بنواحي بخاري ولم يرد بغداد.
فقال أبو العلاء: ما رأيت هذا السلامي ولا أعرفه.
(١) انظر الحديث في: فتح الباري ٧/ ٤١٦. ومشكاة المصابيح ٤٧٨٩. ومجمع الزوائد ٩/ ٣٧٧. والدر المنثور ٥/ ١٠٠