للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدّثنا علي بن الحسين صاحب العبّاسي حدّثنا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدّثنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي قال أنشدنا أحمد بن أبي طاهر لنفسه في أبي العيناء محمّد بن القاسم:

كنّا نخاف من الزّما … ن عليك إذ عمى البصر

لم ندر أنّك بالعمى … تغنى ويفتقر البشر

أنبأنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ حدّثنا المعافي بن زكريا الجريري حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ حدّثني محمّد بن المرزباني قال قال لي أبو العيناء الضّرير: مدحني أبو العالية:

كتبت لابن قاسم مأثرات … فهو للخير صاحب وقرين

أحول العين والمودّة زين … لا احولال بها ولا تلوين

ليس للمرء شائنا حول الع … ين إذا كان فعله لا يشين

قال أبو بكر قال لي محمّد بن المرزباني فقلت لأبي العيناء: يا أبا عبد الله وكنت قبل أن يذهب بصرك أحول؟ من حول إلى عمى؟ من سقم إلى بلا؟ فقال لي: ما صعد إلى السماء اليوم أشنع من هذا. ابن المرزباني يتنادر على أبي العيناء!.

أخبرني الصيمري حدّثنا محمّد بن عمران الكاتب حدّثني محمّد بن أبي الأزهر حدّثني أبو العيناء محمّد بن القاسم. قال: كان لي صديق فجاءني يوما فقال لي أريد الخروج إلى فلان العامل وأحببت أن يكون معي إليه وسيلة وقد سألت من صديقه؟

فقيل لي أبو عثمان الجاحظ- وهو صديقك- فأحب أن تأخذ لي كتابه إليه بالعناية، قال فصرت إلى الجاحظ فقال لي: في شيء جاء أبو عبد الله؟ فقلت: مسلّما وقاضيا للحق وفي حاجة لبعض أصدقائي وهي كذا وكذا، فقال: لا تشغلنا الساعة عن المحادثة وتعرف أخبارنا، إذا كان في غد وجهت إليك بهذا الكتاب، فلما كان الغد وجه إلى بالكتاب، فقلت لابني وجه بهذا الكتاب إلى فلان ففيه حاجته، فقال لي: إن أبا عثمان بعيد الغور فينبغي أن نفضه وننظر ما فيه، ففعل فإذا فيه: كتابي إليك مع من لا أعرفه، فقد كلمني فيه من لا أوجب حقه، فإن قضيت حاجته لم أحمدك، وإن رددته لم أذمك. فلما قرأت الكتاب مضيت إلى الجاحظ من فوري، فقال: يا أبا عبد الله قد علمت أنك أنكرت ما في الكتاب؟ فقلت: أوليس موضع نكرة؟ فقال: لا هذه علامة بيني وبين الرجل فيمن أعتني به. فقلت: لا إله إلا الله، ما

<<  <  ج: ص:  >  >>