للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدّثنا محمّد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد قال: سمعت عبد الرّحمن بن يوسف يقول: كان محمّد بن مسلم من أهل هذا الشأن المتقنين الأمناء.

وقال ابن سعيد أيضا: سمعت عبد الرّحمن بن يوسف يقول: كنت ليلة عند محمّد بن مسلم فذكر أبا إسحاق السبيعي، فذكر شيوخه، فذكر في طلق واحد:

سبعين ومائتي رجل. ثم قال: كان ابن مسلم غاية شيئا عجبا (١).

حدّثنا أبو سعيد الماليني قراءة، حدّثنا عبد الله بن عدي الحافظ، حدّثنا القاسم بن صفوان البرذعيّ، حدّثنا عثمان بن خرزاذ قال: سمعت سليمان الشاذكوني يقول: جاءني محمّد بن مسلم بن وارة فقعد يتقعر في كلامه؛ قال: قلت له: من أي بلد أنت؟ قال: من أهل الري. ثم قال لي: ألم يأتك خبري؟ ألم تسمع بنبئي؟ أنا ذو الرحلتين. قال: قلت: من روى عن النبي : «إن من الشعر حكمة، وإن من البيان سحرا (٢)»

قال: فقال حدّثني بعض أصحابنا. قال قلت: من أصحابك؟ قال: أبو نعيم وقبيصة. قال: قلت: يا غلام ائتني بالدرة، فأتاني الغلام بالدرة، فأمرته حتى ضربه الغلام خمسين. فقلت: أنت تخرج من عندي ما آمن أن تقول: حدّثنا بعض غلماننا (٣).

كان في أصل الماليني: بالدبة مكان الدرة في الموضعين جميعا- بالباء- وكذلك قرئ عليه وأنا أسمع وهو خطأ، والصواب بالدرة كما رويته بالراء. وقد رواه غير الماليني عن ابن عدي على الصواب.

وحكى زكريا بن يحيى الساجي قريبا من هذه القصة لابن وارة مع أبي كريب (٤).

حدّثنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت سليمان بن أحمد الطّبرانيّ يقول: سمعت زكريا الساجي يقول: جاء محمّد بن مسلم بن وارة إلى أبي كريب- وكان في ابن وارة بأو (٥) فقال لأبي كريب: ألم يبلغك خبري؟ ألم يأتك


(١) انظر الخبر في: تهذيب الكمال ٢٦/ ٤٤٩.
(٢) انظر الحديث في: سنن أبي داود ٥٠١٠. ومسند أحمد ١/ ٢٦٩، ٢٧٣، ٣٠٣، ٣٠٩، ٣١٣، ٣٢٧، ٥/ ١٢٥. وفتح الباري ١٠/ ٥٣٧، ٥٤٠.
(٣) انظر الخبر في: تهذيب الكمال ٢٦/ ٤٥٠.
(٤) انظر الخبر في: تهذيب الكمال ٢٦/ ٤٥٠.
(٥) بأو: أي شيء من العجب والكبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>