المؤمنين عمر بن الخطّاب جيوش المسلمين إلى العراق، أمّر سعدا عليهم، ففتح الله على يده المدائن وغيرها من بلاد الفرس، ثم ولاه عمر أيضا الكوفة لما مصرت.
وله أخبار كثيرة، ومناقب غير يسيرة، وروى عن رسول الله ﷺ أحاديث حدّث بها عنه: عبد الله بن عبّاس، وجابر بن سمرة، والسائب بن يزيد، وعائشة أم المؤمنين، وجماعة من التابعين.
أخبرنا على بن القاسم البصريّ قال نبأنا على بن إسحاق المادرائي قال حدّثنا أحمد بن خالد قال نبأنا داود بن سليمان- أبو المطرف- قال نبأنا سفيان عن على ابن زيد عن سعيد بن المسيّب عن سعد قال قلت: يا رسول الله، من أنا، قال: «أنت سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة، من قال غير ذلك فعليه لعنة الله (١)».
أخبرنا ابن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال نبأنا ابن أبي الدّنيا قال نبأنا محمّد بن سعد قال أنبأنا محمّد بن عمر قال حدّثني سلمة بن بخت عن عائشة بنت سعد قالت سمعت أبي يقول: أسلمت وأنا ابن تسع عشرة سنة.
أخبرنا على بن محمّد المعدّل قال أنبأنا عثمان بن أحمد السماك قال نبأنا محمد بن عبيد الله بن المنادي قال نبأنا أبو بدر- شجاع بن الوليد- قالنبأنا هاشم بن هاشم ابن سعيد بن المسيّب أن سعدا قال: ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام.
أخبرنا على بن القاسم قال نبأنا على بن إسحاق المادرائي قال أنبأنا محمّد بن عبيد الله المنادي قال نبأنا عاصم بن على قال نبأنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: شكا أهل الكوفة سعد بن مالك إلى عمر. فقالوا: لا يحسن أن يصلي. فقال سعد: أمّا أنا فكنت أصلي بهم صلاة رسول الله ﷺ صلاتي العشىّ أركد في الأولتين، وأحذف في الآخرتين فقال عمر: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق، وبعث رجالا يسألون عنه في مساجد الكوفة، فلا يأتون مسجدا من مساجد الكوفة إلا أثنوا عليه خيرا. وقالوا معروفا، حتى أتوا مسجدا من مساجد بني عبس. فقال رجل يقال له أبو سعدة: اللهم فإنه كان لا يعدل في القضية، ولا يقسم بالسوية. فقال لهم: إن
(١) انظر الحديث في: المستدرك ٣/ ٢٩٥. والكنى للدولابي ١/ ١١. والمعجم الكبير للطبراني ١/ ٩٨. وطبقات ابن سعد ٣/ ١/ ٩٧. وتاريخ ابن عساكر ٦/ ٩٨.