للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فجذبت الدواة وعملت بحضرته:

أشبهت من أجله من كان يشبهه … وكلّ شيء من المعشوق معشوق

كذا رواه لنا البرقاني. وإنما هو أحببت من أجله:

حتّى حكيت بجسمي ما بمقلته … كأنّ سقمي من عينيه مسروق

فاستحسن ذلك ووصلني، ثم إن رجلا من الكتاب يعرف بالرحونى ادعى هذين البيتين، فعاتبته فقال هبهما لي. فقلت له: أخاف أن تمتحن بقولك مثلهما فلا تحسن.

فقال: قل أنت فعملت بحضرته:

إذا شكوت هواه قال ما صدقا … وشاهد الدّمع في خدّىّ قد نطقا

ونار قلبي في الأحشاء ملهبة … لولا تشاغلها بالجسم لاحترقا

يا راقد العين لا تدري بما لقيت … عين تكابد فيك الدّمع والأرقا

يكاد شخصي يخفي من ضنى جسدي … كأنّ سقمي من عينيك قد سرقا

فحلف أنه لا يدعى البيتين أبدا.

أنشدنا أبو الحسن على بن القاسم بن الحسن الشّاهد بالبصرة- قال أنشدنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي لنفسه:

شكى إليك ما وجد … من خانه فيك الجلد

لهفان إن شئت اشتكى … ظمآن إن شئت ورد

صبّ إذا رام الكرى … نبّهه لذع الكمد

يا أيّها الظّبي الّذي … تصرع عيناه الأسد

أما لأسراك فدى … أما لقتلاك قود؟

ماذا على من جار في … أحكامه لو اقتصد؟

ما ضرّه لو أنّه … أنجز ما كان وعد؟!

هان عليه سهري … في حبّه لمّا رقد

واها لغرّ غرّه … أنا وصلناه وصد

بمقلتيه حور … وقدّه فيه غيد

الرّاح في إبريقها … أكرم روح في جسد

فهاتها نصلح بها … من الزّمان ما فسد

فإنّ أيام الصّبى … عارية قد تسترد

<<  <  ج: ص:  >  >>