بصناعة النجوم، حافظا لأطراف من النحو واللغة، مليح الشعر، مقبول الألفاظ، حاضر النادرة، وأما صنعته في الغناء فلم يلحقه فيها أحد. روى عنه شيئا من أخباره وبعض شعره أبو الفرج على بن الحسين الأصبهانى، وأبو عمر بن حيويه، والمعافى بن زكريا، وأبو الحسن بن الجندي، وغيرهم.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن على الواسطيّ قال حدّثنا عبد الله بن محمّد المزي بواسط قال قال جحظة سمعت أحمد بن المأمون يقول سمعت أبي يقول سمعت على بن موسى يقول حدّثنا أبو موسى بن جعفر. قال قال جعفر بن محمّد:
صحبة الرجل لأخيه عشرين أو أربعين يوما نسبة.
أخبرنا على بن المحسن المعدّل حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن سليمان الكاتب حدّثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر البرمكي. قال أنشدنى عبيد الله بن عبد الله ابن طاهر قولي:
قد نادت الدّنيا على نفسها … لو كان في العالم من يسمع
كم واثق بالعمر واريته … وجامع بدّدت ما يجمع
فقال لي: نهيك إلى الزمان الكمال.
وقال الحسين: أخبرنا أبو الحسن جحظة:
قال قلت للبحترى: قد هجوتك، قال: تقول ماذا؟ قال قلت:
البحتري أبو عباده … بيت الفهاهة والبلادة
فقال لي: اذهب فقد وهبتك لسلفك، فقد كان لهم على حق.
أخبرنا الحسن بن أبي القاسم قال قال أبو الفرج على بن الحسين الأصبهانى:
حدّثني جحظة قال كتبت إلى الفطن الشّاعر:
ماذا ترى في جدّى … وبرمة وموارد
وقهوة ذات لون … تحكي خدود الخرائد
ومسمع يتغنى … من آل يحيى بن خالد
إنّ المضيع لهذا … نزر المروءة بارد
فكتب إلى: نعم! هو كذاك وأمه زانية، ووافاني.
أخبرنا على بن أبي على البصريّ حدّثنا أبي حدّثني أبو الفرج المعروف بالأصبهانى- من حفظه- قال حدّثني جحظة. قال: اتصلت على إضافة أنفقت فيها كل ما كنت