للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبوه خوارزميا، وهو المقدم من أصحاب أحمد لورعه وفضله، وكان أحمد يأنس به وينبسط إليه، وهو الذي تولى إغماضه لما مات وغسله، وقد روى عنه مسائل كثيرة، وأسند عنه أحاديث صالحة حدث عنه محمّد بن مخلد الدّوريّ وغيره.

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن هارون الخلّال، أخبرني محمّد بن جعفر الرّاشدي قال: سمعت إسحاق بن داود يقول: لا أعلم أحدا أقوم بأمر الإسلام من أبي بكر المروذي.

وقال الخلّال أيضا: أخبرني محمّد بن العبّاس قال: قال أبو بكر بن صدقة:

لا تخدعن عن المروذي. قال: ما علمت أحدا كان أذب عن دين الله منه.

وقال أيضا: أخبرني علي بن الحسن بن هارون، حدّثني محمّد بن أبي هارون، حدّثني أبو بكر بن صدقة قال: سمعت عبد الوهاب الورّاق يقول لأبي علي بن الرواس: كتاب الورع كان عند أبي طالب؟ فقال له أبو علي: لا، إنما كان عند المروذي. فقال عبد الوهاب: أبو بكر ثقة صدوق لا يشك في هذا، إنما يحملهم على هذا الحسد.

قال أبو علي: لم يكن في أصحاب أحمد أقدر عليه من أبي بكر، فقال عبد الوهاب: هو كما يقول، وجعل يطري أبا بكر ويثني عليه.

قال الخلّال: وقد سمعت أبا بكر المروذي يقول: كان أبو عبد الله يبعث بي في الحاجة فيقول: كل ما قلت فهو على لساني فأنا قلته.

قلت: لأمانة المروذي عند أحمد كان يقول له ذلك.

قرأت على إبراهيم بن عمر البرمكيّ، عن عبد العزيز بن جعفر قال: سمعت أبا بكر الخلّال يقول: خرج أبو بكر المروذي إلى الغزو فشيعه الناس إلى سامرا فجعل يردهم فلا يرجعون. قال: فحزروا فإذا هم بسامرا سوى من رجع نحو خمسين ألف إنسان، فقيل له: يا أبا بكر، أحمد الله فهذا علم قد نشر لك، قال: فبكى ثم قال: ليس هذا العلم لي وإنما هذا علم أحمد بن حنبل.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قال: وتوفي أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي في جمادى الأولى منها- يعني سنة خمس وسبعين ومائتين- وشهدت الصلاة عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>