أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا محمّد بن الحسين السّلميّ قال: سمعت أبا نصر الأصبهاني يقول: سمعت أبا الحسين البصريّ يقول: كنت في مجلس ابن عطاء فبكى رجل فقال: يا هذا، البكاء لا منفذ له هاهنا، أما سمعت قول الشاعر:
قال لي حين رمته … كلّ ذا قد علمته
لو بكى طول دهره … بدم ما رحمته
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أنشدني محمّد بن علي بن حبيش قال: أنشدني أبو العبّاس بن عطاء:
ذكرك لي مؤنس يعارضني … ويوعدني عنك منك بالظّفر
وكيف أنساك يا مدى هممي … وأنت منّي بموضع النّظر
وقال أبو نعيم: قال: أنشدني ابن حبيش قال: أنشدني أحمد بن سهل بن عطاء:
بالله أبلغ ما أسعى وأدركه … لابي ولا بشفيع لي إلى النّاس
إذا يئست فكاد اليأس يقلقني … جاء الغنى عجبا من جانب اليأس
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي- بنيسابور- قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد الله الرّازيّ يقول: سمعت أبا العبّاس بن عطاء يقول في قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ﴾ [الواقعة ٨٨، ٨٩].
قال: الروح النظر إلى وجه الله، والريحان الاستماع لكلامه، وجنة نعيم هو أن لا يحجب فيها عن الله ﷿.
حدّثنا عبد العزيز بن علي قال: سمعت علي بن عبد الله يقول: أنشدنا محمّد بن عطية لابن عطاء:
ومستحسن للهجر والوصل أعذب … أطالبه ودّي فيأبى ويهرب
فعلّمت ألوان الرّضا خوف هجره … وعلّمه حبّي له كيف يغضب
ولي ألف وجه قد عرفت طريقه … ولكن بلا قلب إلى أين أذهب؟
حدّثنا عبد العزيز بن علي قال: سمعت علي بن عبد الله الهمذاني يقول: سمعت محمّد بن إبراهيم يقول: سمعت أبا العبّاس بن عطاء- وقد سئل عن التصوف ما هو؟
- فقال: اتفقت والجنيد على أن التصوف نزاهة طبع كامنة في الإنسان، وحسن خلق مشتمل على ظاهره.