وحدث عن مسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد الطّيالسيّ، وأبي سلمة التبوذكي، ومحمّد ابن كثير، وأبي حذيفة النهدي، والقعنبي، وأبي عمر الحوضي، ومسدد، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وأبي غسان مالك بن إسماعيل، وأحمد بن يونس، ويحيى الحماني، وعاصم بن علي، وداود بن عمرو، وخلف بن هشام، ويحيى بن يوسف الزّمّي، وأبي بكر بن أبي شيبة، وغيرهم من البغداديين، والبصريّين، والكوفيين، وكان ثقة ثبتا حجة، يذكر بالصلاح والعبادة. روى عنه عبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن محمد ابن صاعد، والقاضي المحاملي، وابن مخلد، وأبو علي الصّفّار، وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد، وجماعة يطول ذكرهم.
أخبرنا علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال: مات أبو هشام سنة تسع وأربعين ومائتين، فاستقضى أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، وكان رجلا من خيار المسلمين، دينا عفيفا على مذهب أهل العراق، وكان من أصحاب يحيى بن أكثم، وكان قبل ذلك تقلد واسطا وقطعة من أعمال السواد. وروى كتب محمّد بن الحسن، عن أبي سليمان الجوزجاني، عن محمّد بن الحسن، وحدث بحديث كثير.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضّبّيّ، حدّثنا محمّد بن صالح الهاشمي، حدّثنا أبو عمر محمّد بن يوسف القاضي. قال: ركبت يوما من الأيام مع إسماعيل بن إسحاق القاضي إلى أحمد بن محمّد بن عيسى البرتي- وهو ملازم لبيته- فرأيته شيخا مصفارّا أثر العبادة عليه، ورأيت إسماعيل أعظمه إعظاما شديدا، وسأله عن نفسه، وأهله وعجائزه، وجلسنا عنده ساعة ثم انصرفنا. فقال لي إسماعيل: يا بني تعرف هذا الشيخ؟ قلت لا.
قال: هذا البرتي القاضي، لزم بيته واشتغل بالعبادة، هكذا تكون القضاة لا كما نحن.
أخبرنا علي بن طلحة بن محمّد المقرئ، أخبرنا القاضي أبو الحسين محمّد بن عثمان بن الحسن النصيبي، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مهدي، أخبرني أبي قال: حدّثني أبي أن العلاء بن صاعد بن مخلد قال: رأيت النبي ﷺ في النوم وهو جالس في موضع من المواضع- ذكره- فدخل عليه أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن عيسى البرتي القاضي، فقام إليه رسول الله ﷺ وصافحه وقبل بين عينيه، وقال: مرحبا بالذي يعمل بسنتي وأثري. ثم دخلت عليه بعده وذهبت لأسلم عليه فدفعني عن