أبو عبد الله، وأحمد بن نصر بن مالك الخزاعي، ومحمّد بن نوح بن ميمون المضروب، ونعيم بن حماد وقد مات في السجن مقيدا- فأمّا أحمد بن نصر فضربت عنقه، وهذه نسخة الرقعة المعلقة في أذن أحمد بن نصر بن مالك: بسم الله الرّحمن الرّحيم «هذا رأس أحمد بن نصر بن مالك دعاه عبد الله الإمام هارون- وهو الواثق بالله أمير المؤمنين- إلى القول بخلق القرآن ونفى التشبيه فأبى إلا المعاندة فجعله الله إلى ناره، وكتب محمّد بن عبد الملك».
ومات محمّد بن نوح في فتنة المأمون، والمعتصم ضرب أحمد بن حنبل، والواثق قتل أحمد بن نصر، وكذلك نعيم بن حماد. ولما جلس المتوكل دخل عليه عبد العزيز ابن يحيى المكي. فقال: يا أمير المؤمنين ما رؤى أعجب من أمر الواثق قتل أحمد بن نصر وكان لسانه يقرأ القرآن إلى أن دفن. قال: فوجد المتوكل من ذلك وساءه ما سمعه في أخيه، إذ دخل عليه محمّد بن عبد الملك الزّيّات فقال له: يا ابن عبد الملك! في قلبي من قتل أحمد بن نصر. فقال: يا أمير المؤمنين أحرقني الله بالنار أن قتله أمير المؤمنين الواثق إلّا كافرا. قال: ودخل عليه هرثمة فقال: يا هرثمة في قلبي من قتل أحمد بن نصر. فقال: يا أمير المؤمنين قطعني الله إربا إربا أن قتله أمير المؤمنين الواثق إلّا كافرا، قال: ودخل عليه أحمد بن أبي دؤاد. فقال: يا أحمد في قلبي من قتل أحمد بن نصر، فقال: يا أمير المؤمنين ضربني الله بالفالج أن قتله أمير المؤمنين الواثق إلّا كافرا. قال المتوكل: فأما ابن الزّيّات فأنا أحرقته بالنار، وأما هرثمة فإنه هرب وتبدى واجتاز بقبيلة خزاعة فعرفه رجل في الحي فقال: يا معشر خزاعة هذا الذي قتل ابن عمكم أحمد بن نصر فقطعوه إربا إربا، وأما ابن أبي دؤاد فقد سجنه الله في جلده.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي، قال: حمل أحمد بن نصر ابن مالك الخزاعي من بغداد إلى سر من رأى، فقتله الواثق في يوم الخميس ليومين بقيا من شعبان سنة إحدى وثلاثين، وفي يوم السبت مستهل شهر رمضان نصب رأسه ببغداد على رأس الجسر.
وأخبرني أبي أنه رآه قال: وكان شيخا أبيض الرأس واللحية. وأخبرني أنه وكل برأسه من يحفظه بعد أن نصب برأس الجسر، وأن الموكل به ذكر أنه يراه بالليل