أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسن بن محمّد بن عبد الله بن عمر الخطيب- بالنهروان- حدّثنا أحمد بن نصر الذارع قال: سمعت ثعلبا ينشد:
إذا أنت لم تلبس لباسا من التّقى … تقلّبت عريانا وإن كنت كاسيا
حدّثني علي بن أبي علي البصريّ، حدّثنا منصور بن محمّد الحربيّ قال: سمعت أبا محمّد عبد الرّحمن بن محمّد الزّهريّ يقول: كانت بيني وبين أبي العبّاس ثعلب مودة وكيدة، وكنت أستشيره في أموري، فجئته يوما أشاوره في الانتقال من محلة إلى أخرى لتأذيى بالجوار. فقال لي: يا أبا محمّد العرب تقول: صبرك على أذى من تعرف، خير لك من استحداث مالا تعرف.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا سليمان بن إسحاق الجلّاب قال: قيل لإبراهيم الحربيّ: إن ثعلبا يلحن في كلامه! فقال: أيش يكون إذا لحن في كلامه؟ كان هشام- يعني النّحويّ- يلحن في كلامه، وكان أبو هريرة يكلم صبيانه وأهله بالنبطية.
أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان، أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقاش المقرئ أن حمد بن موسى بن العبّاس أخبرهم قال: كتب أبو العبّاس عبد الله بن المعتز إلى أبي العبّاس أحمد بن يحيى:
ما وجد صاد في الحبال موثق … بماء مزن بارد مصفّق
بالرّيح لم يطرق ولم يرنّق … جادت به أخلاف دجن مطبق
في صخرة لم تر شمسا تبرق … فهو عليها كالزّجاج الأزرق
صريح غيث خالص لم يمذق … إلّا كوجدي بك لكن أتّقى
يا فاتحا لكلّ باب مغلق … وصيرفيّا ناقدا للمنطق
إن قال هذا بهرج لم ينفق … إنّا على البعاد والتّفرّق
لنلتقي بالذّكر إن لم نلتق
فأجابه أبو العبّاس ثعلب في فصل من رقعته: نحن وإن لم نلتق كما قال رؤبة:
إنّي وإن لم ترني فإنّني … أراك بالغيب وإن لم ترني
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز. أخبرنا أبو سعيد الحسن ابن عبد الله السيرافي قال: أنشدنا أبو بكر بن أبي الأزهر لنفسه: