أيّها المذنب المفرّط مهلا … كم تمادى وتكسب الذّنب جهلا
كم وكم تسخط الجليل بفعل … سمج وهو يحسن الصّنع فعلا
كيف تهدا جفون من ليس يدري … أرضى عنه من على العرش أم لا
أخبرني علي بن أبي علي، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني أن محمّد بن يحيى أخبره قال: كان أبو مسلم الكجّي، وأسد بن جهور يتقلدان أعمالا بالشام، فقال البحتري يمدحهما:
هل تبدينّ لي الأيّام عارفة … لدى أبي مسلم الكجّيّ أو أسد
كلاهما آخذ للمجد أهبته … وباعث بعد وعد اليوم نجح غد
لله درّكما من سيّديّ ومن … أحويتما من معاليه إلى أمد
وجدت عندكما الجدوى ميسّرة … أوان لا أحد يجدي على أحد
وقد تطلّبت جهدي ثالثا لكما … عند اللّيالي فلم تفعل ولم تكد
لن يبعد الله منّي حاجة أمما … وأنتما غايتي فيها ومعتمدي
إن تقرضا، فقضاء لا يريث وإن … وهبتما فقبول الرّفد والصّفد
وفي القوافي إذا سوّمتها بدع … يثقلن في الوزن أو يكثرن في العدد
فيها جزاء لما يأتي الرّسول به … من عاجل سلس أو آجل نكد
وقال المرزباني: حدّثني أحمد بن زياد قال: حدّثني يحيى بن البحتري. قال: قال أبي يمدح أبا مسلم الكجّي من قصيدة أولها:
هيّن ما يقول فيك اللّاحي … ولعمري لئن دعوتك للجو
د لقدما لبّيتني بالنّجاح … خلق كالغمام ليس له بر
ق سوى بشر وجهك الوضّاح … ارتياحا للطّالبين وبذلا
والمعالي للباذل المرتاح … وكلا جانبيك سبط الخوافي
حين يسمو أثيث ريش الجناح
أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا دعلج بن أحمد قال: سمعت موسى بن هارون يقول: أبو مسلم الكشّي ثقة.
أخبرني الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ابن مسلم البصريّ يعرف بالكجّي صدوق ثقة.