يا جاعل الدّين له بازيا … يصطاد أموال المساكين
احتلت للدّنيا ولذّاتها … بحيلة تذهب بالدّين
فصرت مجنونا بها بعد ما … كنت دواء للمجانين
أين رواياتك في سردها … عن ابن عون وابن سيرين
أين رواياتك في سردها … لترك أبواب السّلاطين
إن قلت أكرهت فذا باطل … زلّ حمار العلم في الطّين
فلما وقف ابن عليّة على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء، فوطئ بساط هارون وقال: يا أمير المؤمنين! الله الله ارحم شيبتي فإني لا أصبر للخطأ، فقال له هارون:
لعل هذا المجنون أغرى عليك؟ فقال: الله الله أنقذني أنقذك الله، فأعفاه من القضاء، فلما اتصل بعبد الله بن المبارك ذلك، وجه إليه بالصرة! أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن البراء، أخبرنا محمّد بن محمّد بن سليمان. قال: لما ولى ابن عليّة صدقات البصرة كتب إليه عبد الله بن المبارك هذه الأبيات:
يا جاعل الدّين له بازيا … يصطاد أموال المساكين
احتلت للدّنيا ولذّاتها … بحيلة تذهب بالدّين
فصرت مجنونا بها بعد ما … كنت دواء للمجانين
أين رواياتك والقول في … إتيان أبواب السّلاطين
أين رواياتك في سردها … عن ابن عون وابن سيرين
إن كنت أكرهت فماذا كذا … زلّ حمار العلم في الطّين
قال: فجعل ابن عليّة يقرؤها ويبكى.
وقال ابن البراء، أخبرنا علي بن المديني قال: بت عند ابن عليّة، وما رأيته ضحك بعد توليه صدقات البصرة.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن محمّد بن عبد الله الدّقّاق، أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن شجاع البخاريّ، أخبرنا خلف بن محمّد الخيام، أخبرنا سهل بن شادويه قال: سمعت عليّا- يعني ابن خشرم- يقول: قلت لوكيع:
رأيت ابن عليّة يشرب النبيذ حتى يحمل على الحمار، يحتاج من يرده إلى منزله! إذا